أكادير : دار الولادة بأنزا تواجه الشلل الليلي .. ضغوط “خفية” تهدد حياة الأمهات

anza أكادير والجهات

agadir24 – أكادير24

تواجه دار الولادة التابعة للمركز الصحي الحضري أنزا، شمال مدينة أكادير، خطر التوقف الليلي شبه الكامل، بسبب النقص الحاد في القابلات، في وقت تتصاعد فيه مخاوف الساكنة من تأثير هذا الوضع على سلامة الأمهات والمواليد.

وبحسب معطيات نقابية، فإن المرفق الحيوي يعاني منذ أسابيع من خصاص كبير في العنصر البشري، ما أدى إلى اقتصار خدمات التوليد على فترات محدودة خلال النهار، مع شبه غياب للتغطية خارج أوقات العمل الرسمية وأيام نهاية الأسبوع. هذا الوضع بات يُنذر بحدوث حالات ولادة اضطرارية خارج المرفق، ما يُعرض حياة النساء الحوامل والأجنة لمخاطر صحية ونفسية جسيمة.

وفي محاولة لتدارك الأزمة، لجأت المندوبية الجهوية للصحة إلى تعيين قابلة واحدة مؤقتًا بالمركز خلال الأسبوع الماضي، غير أن هذا التعيين لم يصمد طويلاً، بعدما تم سحبه بسرعة في ظروف وصفت بـ”الغامضة”، إثر ما اعتبرته مصادر مطلعة “ضغوطات من جهات متدخلة في القرار الإداري”.

مصدر نقابي فضل عدم الكشف عن اسمه اعتبر أن “الارتباك الذي عرفه ملف دار الولادة بأنزا يكشف حجم التدخلات الفوقية التي تضرب مبدأ المرفق العام في العمق”، مشددًا على أن “الصحة العمومية لا يجب أن تكون رهينة لحسابات ضيقة أو صراعات غير معلنة داخل القطاع”.

ورغم أن المسافة بين أنزا ومستشفى الحسن الثاني بأكادير لا تتعدى بضعة كيلومترات، إلا أن حالات الولادة المستعجلة، وغياب وسائل نقل مؤهلة في الوقت المناسب، تجعل التنقل خيارًا محفوفًا بالخطر، خاصة في ساعات الليل أو خلال عطلات نهاية الأسبوع.

عدد من الفاعلين المحليين والحقوقيين دعوا وزارة الصحة إلى فتح تحقيق جدي في أسباب تعطيل التغطية الليلية بدار الولادة، والعمل على توفير موارد بشرية قارة بشكل فوري، حفاظًا على استمرارية الخدمة العمومية وصونًا لكرامة المواطنات.

يُشار إلى أن أنزا تعرف نموًا ديمغرافيًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة، ما يضاعف الضغط على بنياتها الصحية المحدودة، في وقت ما زالت فيه عدة مناطق من أكادير الكبير تنتظر تحسين خدمات القرب وضمان الحد الأدنى من العدالة المجالية في الولوج إلى العلاج.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً