خطر جديد يتهدد الأجيال الصاعدة بعدما أضحت السجائر الإلكترونية تحظى بشعبية متزايدة بين الشباب والمراهقين، وخصوصا تلميذات وتلاميذ مؤسسات التعليم العمومي.
في هذا السياق، أعرب مجموعة من الآباء وأولياء أمور التلاميذ عن قلقهم من انتشار السجائر الإلكترونية في محيط بعض المؤسسات التعليمية بمدينة أكادير، وهو ما يهدد مستقبل بناتهم وأبنائهم المتمدرسين.
وأفاد هؤلاء بأن ترويج السجائر الإلكترونية بأشكال وأحجام متنوعة وروائح مختلفة أمام هذه المؤسسات يوفر بيئة مناسبة للتجربة الأولى، مما يزيد من احتمالية تعاطيها من قبل التلميذات والتلاميذ.
ونبه هؤلاء إلى أن من شأن التمادي في صم الآذان عن هذه الظاهرة ونهج سياسة الهروب إلى الأمام أن يوقع بأكبر عدد ممكن من الضحايا، حتى تصل الأمور إلى استنزاف المقدرات الأساسية للوطن المتمثلة في أبنائه وبناته من الجيل الصاعد.
وخلص ذات الآباء وأولياء الأمور إلى أن هذا الوضع يفرض اتخاذ إجراءات فعّالة لمنع استهداف تلميذات وتلاميذ هذه المؤسسات من قبل رفقاء السوء ممن يروجون السجائر الإلكترونية بمحيط المؤسسات التي يدرسون بها، مطالبين الجهات الوصية باتخاذ التدابير اللازمة في هذا الشأن.
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد أيت الطالب، كان قد أكد أن الوقاية من تدخين النيكوتين بشكل عام والسيجارة الإلكترونية بشكل خاص بين فئات الأطفال المراهقين والشباب، تعتبر من ضمن قائمة أولويات وزارته.
وفي رده على سؤال كتابي للمجموعة النيابية للعدالة والتنمية، أكد أيت الطالب أن هذه السيجارة “تولد مواد سامة، ومن المعروف أن بعضها يسبب السرطان أو يزيد من خطر الإصابة بمشاكل في القلب والرئة”، مسجلا أن “منظمة الصحة العالمية تؤكد أن استخدام السجائر الإلكترونية يمكن أن يؤثر على نمو الدماغ ويؤدي إلى صعوبات التعلم لدى الشباب”.
هذا، واتخذت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية جملة من التدابير الوقائية لمواجهة خطر استخدام السجائر الإلكترونية في صفوف التلاميذ، حيث عملت منذ أن تم دق ناقوس الخطر بشأنها من طرف منظمة الصحة العالمية في 2021 على إرساء استراتيجية شاملة ومتكاملة تجاوبا مع توصيات وكالات الأمم المتحدة في هذا المجال.
وإلى جانب ذلك، تعمل الوزارة على توفير الرعاية والخدمات الصحية من أجل الوقاية الشاملة من تدخين النيكوتين والسجائر الإلكترونية لدى فئة الأطفال والمراهقين والشباب، وتوفير العلاج الطبي والنفسي، والحد من المخاطر المرتبطة بتدخينها.
وبخصوص البعد الوقائي والعلاجي، أشار أيت الطالب إلى اعتماد البرنامج الوطني للصحة المدرسية والجامعية والاستراتيجية الوطنية لصحة اليافعين والشباب 2030-2022، من أجل الوقاية وتحسين الولوج للعلاج من الإدمان على النيكوتين والسجائر الإلكترونية وتوفير فضاءات صحة الشباب ومراكز الصحة الجامعية، إلى جانب خلايا الإنصات والتوجيه والدعم النفسي وخدمات الاستشارة في علم النفس والاستشارة للإقلاع عن تدخين النيكوتين والسجائر الإلكترونية.
وخلص المسؤول الحكومي إلى التأكيد على أن مجمل التدابير التي هي في طور التنزيل حاليا أو المزمع اتخاذها من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تتماشى أيضا مع التوجيهات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية.