لا حديث في وسائل الإعلام الإسبانية خلال الآونة الأخيرة إلا عن فرضية مثيرة للجدل تتعلق بإمكانية تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قضية سبتة ومليلية المحتلتين، اللتين يطالب المغرب باسترجاعهما.
وأثير هذا النقاش بداية من طرف صحيفة “الإسبانيول”، التي نشرت في 23 فبراير المنصرم تقريرا بعنوان “تخوف في سبتة ومليلية من مسيرة خضراء مغربية جديدة بدعم من ترامب”، وهو التقرير الذي انتشر على نطاق واسع، وتناولته بالمتابعة والتحليل مجموعة من الصحف الإسبانية والأجنبية الأخرى.
وتحدث هذا التقرير عن وجود مخاوف في الأوساط العسكرية والسياسية الإسبانية من أن يعيد ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض سيناريو اعترافه بمغربية الصحراء عام 2020، ليمتد هذه المرة إلى المدينتين المحتلتين.
وطرحت هذه الفرضية تساؤلات لدى العديد من المراقبين حول أسباب بروز النقاش حول موضوع سبتة ومليلية في هذا التوقيت بالذات ودلالاته في سياق العلاقات المغربية الإسبانية من جهة، والأمريكية من جهة ثانية.
الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء
ربط محللون مغاربة النقاش الإعلامي الإسباني حول استرجاع المغرب سبتة ومليلية بعودة ترامب إلى السلطة، باعتبار أن اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء في 2020 شكل منعطفا حاسما، دفع إسبانيا لاحقا لتعديل موقفها في 2022 بدعم مبادرة الحكم الذاتي.
ويرى هؤلاء أن النقاش الدائر في وسائل الإعلام الإسبانية “يعكس قلقا داخليا متزايدا من تأثير الضغط الأمريكي على مواقف مدريد، خاصة مع العلاقات القوية بين واشنطن والرباط”، مبرزين أن “هذا القلق يعكس عدم اليقين في الأوساط السياسية الإسبانية، خاصة أن ترامب أظهر في ولايته الأولى ميلا لدعم حلفاء مثل المغرب”.
احتمال طرح ملف المدينتين المحتلتين
أبرز ذات المحللين أن التخوف الإسباني من تدخل ترامب في قضية سبتة ومليلية “ينبع من احتمالية طرح ملف المدينتين في مفاوضات مغربية أمريكية، مع إمكانية اتخاذ ترامب موقفا داعما للمغرب”، مؤكدين أن مستقبل سبتة ومليلية “يعتمد في النهاية على المفاوضات بين المغرب وإسبانيا، وليس على أي تدخل خارجي”.
وخلص هؤلاء إلى أن الموقف الإسباني الأخير تجاه الصحراء “خطوة تاريخية قد تمهد لتسوية شاملة تشمل المدينتين ووضع أسس لنقاش مستقبلي حول سبتة ومليلية أو ترسيم الحدود بين البلدين”، لافتين إلى أن “تعميق العلاقات الثنائية وتطوير المصالح المشتركة قد يكون المدخل لحل نقاش استعادة المدينتين المحتلتين، بعيدا عن تأثيرات ترامب”.
التعاليق (0)