عادت ظاهرة احتلال الملك العمومي بشاطئ أكادير لتنغص على المواطنين لحظة استجمام، بعدما أصبح أصحاب الباراسولات يستغلون مساحات كبيرة بالشاطئ، من أجل فرض أمر واقع على زوار البحر لكراء مظلة شمسية وكراسي..
في شاطئ أكادير، بمجرد أن تطأ قدماك رمال البحر، تفاجأ بصفوف طويلة متراصة للمظلات الشمسية محاطة بكراسي بلاستيكية، دون ترك مساحة لوضع أغراضك للجلوس والتمتع بلحظة استجمام أمام البحر.
قبل أن تبحث عن مكان فارغ -غير متاح إلا بمساحة خلفية بعيدة عن مياه البحر- يباغتك شخص لا تعرف من أين أتى، ليعرض عليك خدمة كراء مظلة وكراسي وطاولة بلاستيكية “خويا باراسول، كراسة، طابلة، كاينة بلاصة زوينة..” قبل أن يظهر آخرون، عندما ترفض من الأول، وتواصل مشيك بحثا عن مساحة صغيرة وسط هذه المساحات العمومية المحتلة.
قبل أن نتحدث إلى أحد المصيّفين بهذا الشاطئ، صادفنا خصاما بالكلام كاد أن يتحول إلى شجار بالأيدي، بين شخصين يستغلان مساحات بهذا الشاطئ ويؤجرون “الباراسولات”.
تبين لنا من خلال هذا النزاع الذي تابعناه عن قرب، حيث كانت الأصوات عالية، أن هذه المساحات الشاطئية العمومية، تقسم إلى أجزاء، وكل جزء يتم تأجيره من طرف شخص مجهول بالجماعة أو باتفاق بين باشوية أو قيادة المنطقة وشخص ما طيلة فصل الصيف، بمبلغ مالي متفق عليه، حيث يتكلف بعض العناصر بتجنب إحداث فوضى، والحرص على عدم وقوع خلافات خاصة مع مواطنين، لأنه يعي أن هذا الاستغلال غير قانوني.
تقول المادة 29 من الفصل الرابع (الولوج إلى شط البحر) من القانون رقم 12.81 الذي يتعلق بالساحل “يعتبر الولوج بكل حرية إلى شط البحر والمرور على امتداده حقا للعموم” والمادة 34 “يجب ألا يمس استغلال شاطئ ما، الممنوح طبقا للتشريع المتعلق باحتلال الملك العام المؤقت، بحرية ولوج العموم إلى شط البحر والمرور على امتداده”.
هذا القانون يؤكد مشروعية استفادة المواطن من حقه في شاطئ البحر من خلال مزاولة الرياضة، أو الاستجمام، بدون أن تتقيد حريته، وهنا يطرح السؤال حول هذا الاحتلال الذي يتم بمباركة من أجهزة السلطة!
في حديث لأكادير24، قال رجل جاء برفقة أسرته للاستمتاع بأجواء الصيف في شاطئ البحر، “لقد صدمت أول ما ولجت الشاطئ بهذا الاستغلال الكبير للمساحات الرملية بدون وجه حق إذ لم أجد مكان لنغرس فيه مظلتنا الشمسية بالقرب من ماء البحر، من أجل الاستجمام ومراقبة أطفالنا وهم يستحمون”.
وأضاف والتذمر يملأ محياه، “من المفروض أن يتم تجميع هذه المظلات والكراسي في مكان في الخلف، ووضعها رهن إشارة من يرغب في استئجارها، لكن بهذا المنطق الذي تم به رص المظلات والطراسي واحتلال هذه المساحات، فإننا أم وضع يتسم بالسيبة والخروج عن القانون أمام أعين السلطة، وهذا أمر مخيف حقا..”.
هذا الرجل كان واحدا من الكثير من المواطنين الذي جاؤوا للاستجمام، وظهرت عليهم علامات الغضب والاستنكار من خلال الحركات التي عبروا بها عن رفض هذا الواقع الذي يفرض عليهم اكتراء “بارسول” وكراسي، أو الجلوس في مكان بعيد عن مياه البحر..