أليس من حق تلامذة الثالثة إعدادي الاستفادة من دورة استدراكية على غرار ضحايا الهواتف الذكية؟

a 268 كُتّاب وآراء

في مثل هذه الايام من كل سنة يظهر للجميع إكراهات تمرير الامتحانات الاشهادية والحفاظ على حقوق المتعلمين ، وفي إطار تنزيل الرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التعليم التي يكمن جوهرها في إرساء مدرسة جديدة قوامها : الإنصاف وتكافؤ الفرص –الجودة للجميع –الارتقاء بالفرد والمجتمع، وهي أسس وخيارات كبرى ناظمة للإصلاح ، كفيلة بتحقيق أهدافه .كما ينص الدستور المغربي في الفصل 35 وبصريح العبارة على ما يلي:”تسهر الدولة على ضمان تكافؤ الفرص للجميع ، والرعاية الخاصة للفئات الاجتماعية الأقل حظا “.
من هذا المنطلق ارى بأن تلامذة الإعدادي لم يتم إنصافهم بتنظيم دورة استدراكية للتلاميذ الذين لم يستطيعوا الحضور للمادة الاولى على الخصوص أو إحدى الواد في الامتحان الجهوي لأسباب متعددة منها ما هو اجتماعي لأن بعض التلاميذ تعمل عائلاتهم في الضيعات الفلاحية أو المعامل ويضطرون مغادرة بيوتهم مع الفجر ويتركون ابناءهم يواجهون مصيرهم وقد ينامون الى أن يمر الوقت ببضع دقائق ويجدون الابواب مقفلة في وجوههم بسبب المساطير التي لا ترحم رؤساء المراكز والتي جعلت من الامتحانات الاشهادية مجالا للتوتر والانفعال .
لا أحد ينظر إلى هؤلاء التلاميذ ولا لحالاتهم الاجتماعية ولا إلى الأسباب التي تجعلهم يتأخرون عن موعد الامتحان ليس المطلوب من الادارة ان تترك الابواب مفتوحة على الفوضى وقبول التلاميذ في اي وقت حضروا ، ولكن في المقابل يجب البحث عن حل يضمن تكافؤ الفرص بين تلامذة المدرسة العمومية، ففي الوقت الذي يسمح لتلامذة الباكالوريا متمدرسين أو أحرارا باجتياز دورة استدراكية لأسباب فقط انها تتزامن مع الامتحانات الجامعية، او لأن بعضهم يشعر بانه اخفق في بعض المواد وينسحب ويتجه نحو اي عيادة طبية ،مع ان بعضهم يصرح بأنه ليس مريضا، إنما هو مضطر لتبرير الغياب ويدلي بشهادة الطبية تجعله من المستفيدين من الدورة الاستدراكية.
بينما تلامذة الاعدادي اغلبهم قاصرون وفي حاجة الى توجيه وعناية ، ومنهم من غادر المدرسة لأنه مهدد بالفصل، أليس هؤلاء التلاميذ اولى بأن يأخذ بيدهم ويسمح لهم بدورة استدراكية،؟
كيف اتخذت الوزارة وبسرعة تنظيم دورة استدراكية ضمانا لحق التلاميذ ضحايا الهواتف الذكية ، ولاتفكر في التلاميذ الذين يذهبون ضحية ظروف اجتماعية او ساعات بليدة ترفض ان تضبط مع الوقت ،( لان في بعض البيوت توجد ساعات قديمة متمردة ، تابى ان تبقى كما ضبطها مالكها ، وتزيد وتنقص حسب جاهزيتها.)
إن التفكير في البحث عن حل لهذه الفئة التي تجد نفسها امام خيار واحد إما الحضور أو الرسوب أو الهدر المدرسي من بين الاولويات التي تسعى الرؤية تنزيلها في مدرسة جديدة تعيد النظر في اساليب التقويم ، وتراعي تكافؤ الفرص بين الجميع. وتحسن جودة التعليم والامر لا يتطلب أكثر ماتتطلبه الدورة العادية للاحرار التي عرفت غيابا تجاوز 60% في بعض الاقاليم فقط تكفي ان تكون إرادة لحماية وضمان المساواة للجميع.
عبد القادر أمين

التعاليق (0)

التعاليق مغلقة.