من المنتظر أن تنطلق، ابتداء من مطلع الأسبوع المقبل، عمليات إحاشة الخنزير البري بمختلف مناطق المملكة، في إطار موسم 2025 ـ 2026، في خطوة تهدف إلى الحد من المخاطر المتزايدة لتكاثر هذا الحيوان البري على السكان والممتلكات.
ووفق معطيات رسمية صادرة عن الوكالة الوطنية للمياه والغابات، فإن الحملة الجديدة ستهم ما مجموعه 362 نقطة سوداء، مع برمجة أزيد من 1500 عملية إحاشة عبر التراب الوطني، بغية ضمان التحكم في التوسع الجغرافي للخنزير البري وتكاثره السريع، خصوصا في المناطق القروية التي تعرف تضررا متزايدا للأنشطة الفلاحية.
وينقسم البرنامج الوطني للموسم إلى أربعة أشطر زمنية: الأول يغطي أشهر أكتوبر ونونبر ودجنبر، والثاني يمتد من يناير إلى مارس، فيما يشمل الثالث الفترة بين أبريل ويونيو، أما الشطر الرابع والأخير فيهم شهري يوليوز وغشت، حيث يتيح هذا التقسيم الزمني تنفيذ العمليات على نحو متدرج، مع مراعاة الفصول التي يشهد فيها الحيوان أعلى معدلات تحرك وتكاثر.
وفي هذا السياق، أوضح محمد السعيدي، رئيس شعبة القنص وتدبير الوحيش بالوكالة، أن “برنامج هذا الموسم لا يختلف كثيرا عن المواسم السابقة، غير أنه بات يشمل حوالي 362 نقطة سوداء، سيتم على مستواها تنظيم أزيد من 1500 عملية إحاشة”.
وأضاف السعيدي أن “هذه العمليات الدورية، التي تأتي في إطار الإستراتيجيات المعمول بها، تحاول التكيف مع الخصائص التي يمتلكها الخنزير البري، باعتباره حيوانا يتكاثر باستمرار ويتنقل جغرافيا كذلك”.
وستتركز الجهود هذه السنة على النقط السوداء التي يشكل فيها الحيوان تهديدا مباشرا للمحاصيل الزراعية ولممتلكات الساكنة المحلية، حيث أبرز السعيدي أن الغاية من هذه العمليات “ليست تصفية الخنزير البري بالكامل، وإنما تدبير تكاثره والحفاظ عليه في حدوده الطبيعية، على اعتبار أن التجارب الدولية تنتصر لهذا الحل”.
وتعاني مناطق عديدة بالمغرب من تكاثر مضطرد للخنزير البري، خاصة في المناطق الجبلية والقروية، رغم التنظيم السنوي لعمليات الإحاشة، علما أن المعطيات الرسمية تشير إلى أن هذه العمليات مكنت خلال مواسم سابقة من اصطياد حوالي 11 ألف خنزير، إلا أن السيطرة على تكاثره ما زالت تمثل تحديا مستمرا.
وتواجه الفرق الميدانية المشاركة في الإحاشة عراقيل عدة، أبرزها وعورة التضاريس التي ينتشر فيها الحيوان وصعوبة الولوج إلى بعض المناطق الجبلية، فضلا عن الحاجة لتأمين العدد الكافي من القناصين المتطوعين لضمان نجاعة التدخلات.
التعاليق (0)