استنفرت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أطقمها على مقربة من حلول فصل الخريف للسنة الجارية، وذلك في سياق متابعة تطورات فيروس التهاب القصيبات الهوائية الحاد أو “البرونكوليت”، بغرض التصدي لمخاطره على فئة الرضع.
ومن المنتظر أن تطلق الوزارة الوصية حملة تمتد من 13 أكتوبر من السنة الجارية إلى غاية 12 أبريل من السنة المقبلة، على أن يتم فيما بعد تقييم الجهود والعمليات المبذولة خلال هذه الفترة، وتحديدا في شهر ماي.
وبحسب وزارة الصحة، فإن التهاب القصيبات الهوائية يعتبر عدوى تنفسية حادة تظهر عادة في شكل أوبئة شتوية وتكون مضاعفاتها السريرية أكثر تكرارا لدى الرضع، مبرزة أن هذا الفيروس التنفسي يتسبب في 33 مليون إصابة سنويا عبر العالم، وفي وفاة ما بين 20 ألف شخص و101 ألف شخص في صفوف الأطفال.
ووفقا لما جاء ضمن وثيقة داخلية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فإن المعطيات المتعلقة بموسم 2025-2026 تدعو إلى مضاعفة الجهود والتحلي بالاستباقية للحد من الوفيات المرتبطة بهذا المرض.
وتضمنت الوثيقة ذاتها توجيهات بشأن توفير الأدوية الأساسية اللازمة لعلاج حالات التهاب القصيبات الهوائية في المنشآت الصحية، وتدريب العاملين في القطاع الصحي على طرق التعامل الموحدة مع حالات التهاب القصيبات الهوائية وفق البروتوكول الوطني المعتمد.
وإلى جانب ذلك، تضمنت الوثيقة توجيهات أخرى تشمل تنظيم مسار الفرز والاستقبال والعلاج السريع بمراكز الرعاية الصحية الأولية، وبأقسام المستعجلات وأقسام الأطفال داخل المستشفيات.
وتشمل التدخلات الأساسية الموصى بها كذلك تنظيم حملات إخبارية وتوعوية تستهدف الآباء والمهنيين في قطاع الصحة، ونشر وسائل الدعم والتواصل، بما في ذلك الملصقات التحسيسية وتوجيهات التعامل مع حالات التهاب القصيبات الهوائية…
وتجدر الإشارة إلى أن “البرونكوليت” مرض تنفسي حاد وشديد العدوى، ينتشر بالضبط خلال الفترة ما بين أكتوبر ومارس من كل سنة، ويشكل هذا المرض خطورة على الرضع الذين ولدوا قبل الأوان أو الذين يعانون من ضعف المناعة، إذ يصيب حوالي ثلثهم في العالم كل سنة.
ويتم تشخيص هذه العدوى بناء على عدد من الأعراض التي تبدو بارزة على فئة الرضع، من قبيل: السعال وسيلان الأنف والصعوبة في التنفس، فضلا عن الإرهاق العام.
ويشار أيضا إلى أن المغرب سجل خلال الفترة ما بين أكتوبر وأبريل الماضيين، لدى الأطفال الرضع دون سنتين ما مجموعه 52 ألفا و973 حالة من “البرونكوليت”، وهو ما استدعى استشفاء 4 آلاف و334 حالة منهم داخل المستشفيات، فيما تم علاج 10 آلاف و957 حالة على مستوى العيادات الخارجية.