هل يتراجع الذهب في المغرب؟… الصياغون يحسمون الجدل

أخبار وطنية

تشهد السوق المغربية استمرارا واضحا في ارتفاع أسعار الذهب، مدفوعة باتجاه صعودي عالمي لا يبدو أنه سيتغير قريبا، حيث تشير المعطيات الدولية إلى أن الأسواق العالمية تعيش موجة طلب متزايدة على المعدن النفيس، الأمر الذي ينعكس مباشرة على أثمنته محليا ويجعل من توقع أي تراجع كبير أمرا مستبعدا.

وتعود أبرز أسباب هذا الاستقرار المرتفع إلى مواصلة البنوك المركزية عبر العالم شراء الذهب بكميات ضخمة، ما يمنح الأسعار دعما قويا ويمنعها من الانخفاض الحاد، ويحافظ على وتيرة الصعود، رغم تسجيل تذبذبات طفيفة بين الفينة والأخرى.

وفي هذا السياق، أوضح إدريس الهزاز، رئيس الفدرالية المغربية للصياغين، أن سعر الذهب عرف زيادة تقارب 35 بالمائة خلال عام واحد فقط، مؤكدا أن الحديث عن انخفاض فعلي يظل غير واقعي في الظرفية الحالية.

وأضاف الهزاز أن أي تراجع يسجّل لا يتعدى في العادة 5 إلى 10 دراهم للغرام، سرعان ما تعقبه زيادات تصل إلى 20 درهما، ما يعيد الأسعار إلى منحاها الصاعد.

وشدد ذات المتحدث على أن هذه التراجعات المحدودة ليست سوى فترات قصيرة لالتقاط الأنفاس في مسار صعودي مستمر، موضحا أن الظروف الاقتصادية الدولية – من تضخم وغياب الاستقرار والتوترات الجيوسياسية – كلها عوامل تجعل من أي هبوط كبير مجرد سيناريو نظري.

ويأتي هذا في الوقت الذي واصل فيه الذهب تسجيل مكاسب جديدة اليوم الثلاثاء، ليبلغ أعلى مستوى له منذ أكثر من أسبوع، مستفيدا من توقعات تميل نحو سياسات نقدية أكثر مرونة من مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، وهو ما عزز رهانات خفض أسعار الفائدة في دجنبر المقبل.

وقد ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1 بالمائة ليصل إلى 4141.49 دولار للأونصة، مواصلا مكاسب يوم أمس الإثنين التي بلغت 1.8 بالمائة.

وفي ظل هذه المؤشرات، يبدو أن أسعار الذهب في المغرب مرشحة للحفاظ على مسارها الصاعد، مدعومة بعوامل دولية قوية تجعل من أي تراجع حاد أمرا غير وارد حاليا. وبينما يواصل المعدن الأصفر تعزيز مكاسبه عالميا، يظل المستثمرون والمتعاملون المحليون أمام واقع يؤكد أن الذهب ما يزال ملاذا آمنا بعيدا عن التقلبات الكبيرة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً