لن أجزم القول بأننا أمام جنس إبداعيّ جديد.. لكنّي أستطيع القول بأن تجربة / مغامرة الشاعر لحسن الگامح تستحقّ الإنتباه إلى هذا البحث عن جسور التقاطع بين الصورة والقصيدة…
فخلال ثلاث ساعات من أمسية هذا اليوم ونحن ضيوف النادي الفوتوغرافي بأكادير المنظم لحفل توقيع ديوان التقاطع الرابع بين الصورة والقصيدة بشراكة مع المقهى الثقافي كابريس.. لم تكن هذه المدّة كافية لفهم واستيعاب هذه التجربة الفريدة من حيث الكتابة الإبداعية.. لأنّ طابع الدهشة والمغامرة الجميلة جعلتنا نعيش أجواء قراءة شعرية ايقاعية لشاعرية الصورة.. وهي الفكرة التي استطاع الدكتور خالد العيوض أن يقربها إلينا عبر عينه الفوتوغرافي من جهة ومقاربته النوعية لهذا التقاطع.
بالفعل هي تجربة تستحقّ الإشادة بجرأتها الإبداعية بالرغم من اختلاف الأساليب والرؤى بين الشاعر كمبدع للصورة الشعرية وبكامل انزياحاتها اللغوية والدلالية باعتبارها ظاهرة صوتية ايقاعية وبين عين الفنان الفوتوغرافي وبصوره الصامتة الناطقة..
هو جسر بين صوت وصمت.. صوامت وصوائت.. حركة وسكون
جسر بين فروع الإبداع.. والمبدع واحد قد يولد شاعراً هنا.. والآخر فنانا فوتغرافيا هناك والصورة قاسمهما المشترك
تلك رسالة اليوم التى يقودها بالكثير من المجازفة الجميلة الشاعر لحسن الگامح
فكانت ليلة عشنا فيها لحظات بين مجموعة صور ( أكثر من 25 صورة) لفنانين محليين وعبر خريطة الوطن العربي والشاعر يحاول أن ينطق هذه الصور بعناوين تختزل النقطة المستفزّة لقريحته.. وتطويع لغته في أن تكون وفيّة وأمينة للصورة الفوتغرافية.. قريبا إلى الرؤية الجمالية لصاحبها..
كنّا نتابع هذه المغامرة الجميلة بين مشاهدة الصورة اللوحة وبين السماع لبعض المقاربات الفنية للشاعر…
هي متعة هذه الأمسية الفنيّة التي رافقنا فيها شاعرنا في تجربة / إرهاص أوّليّ لميلاد القصيدة الفوتغرافية تحاول إثارة انتباهنا إلى أهميّة ودلالة وجمالية الصورة الفوتغرافية التى لا تختلف عن الصور الشعرية الا في الأسلوب فقط..
هي دعوة صريحة إلى خلق وعي بأهمية الإرتقاء بأعيننا نحو قراءة هذا الكم الهائل من اللقطات والصور.. وقد يكون نادي أكادير للتصوير الفوتغرافي بهذا النشاط الثقافي قد بادر إلى ذلك.. وقد يكون الشاعر لحسن الگامح بهذا الديوان قد ساهم بشكل كبير في تربية عيوننا كي تكون ذكية في التقاط شاعرية اللحظة كما في إصداره الأخير ( التقاطع الرابع بين الصورة والقصيدة)
فشكرا أيها الشاعر على هذه المتعة الباذخة
شكرا لأعضاء نادي أكادير للتصوير الفوتغرافي على هذه التجربة الرائدة.
يوسف غريب
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.