مجلس مهاجري جنوب الصحراء يحتفل بعقدين من العطاء… ورسالة إفريقية موحدة من الرباط

أخبار وطنية

شهدت العاصمة الرباط، يومي 14 و15 نوفمبر 2025، تنظيم احتفالية مميزة بمناسبة مرور عشرين سنة على تأسيس مجلس المهاجرين من جنوب الصحراء في المغرب (C.M.S.M.)، أحد أبرز الأطر المدنية التي راكمت تجربة رائدة في مجال مواكبة المهاجرين وتعزيز إدماجهم داخل النسيج المجتمعي المغربي. وقد حضر هذا الحدث رئيس جمعية المهرجان الإفريقي، بدعوة رسمية من رئيس المجلس، إلى جانب شخصيات دبلوماسية وأكاديمية ومدنية من المغرب وعدد من الدول الإفريقية، ما أضفى على المناسبة طابعًا قاريًا يجسد رسوخ التوجه الإفريقي المشترك الداعم لقضايا الهجرة.

  • كلمة رئيس المجلس: عشرون سنة من العمل والتجديد

افتتح رئيس مجلس المهاجرين من جنوب الصحراء فعاليات الاحتفال بكلمة استعرض فيها أبرز المحطات التي طبعت مسار المجلس خلال العقدين الماضيين، مسلطًا الضوء على الجهود المبذولة للدفاع عن حقوق المهاجرين ومواكبتهم قانونيًا واجتماعيًا وثقافيًا. كما توقف عند دور المجلس في ترسيخ قيم العيش المشترك والتقارب بين الشعوب الإفريقية داخل المغرب. وأعلن بهذه المناسبة عن دخول المجلس مرحلة جديدة ترتكز على توسيع آفاق التعاون مع المؤسسات الإفريقية، ونقل التجارب الناجحة في إدماج المهاجرين بهدف تعزيز المشاريع التنموية المشتركة بين بلدان الجنوب.

  • مداخلة رئيس جمعية المهرجان الإفريقي: تثمين للرؤية المغربية في مجال الهجرة

وخلال الجلسة الرئيسية، ألقى رئيس جمعية المهرجان الإفريقي كلمة حيّا فيها السياسة المغربية في مجال الهجرة، باعتبارها ترجمة مباشرة للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده. وأكد أن المغرب أصبح نموذجًا قارّيًا في التعاطي الإنساني مع قضايا المهاجرين واللاجئين، مشيرًا إلى المبادرات الاجتماعية والثقافية التي نفذتها الجمعية بجهة سوس ماسة لفائدة الطلبة والمهاجرين. واعتبر هذه المشاريع دليلًا على انخراط المجتمع المدني المغربي في تأطير المهاجرين ودعم إدماجهم وتعزيز حضورهم داخل المجتمع.

  • نقاشات المشاركين: إشادة بالسياسة المغربية وتأكيد على تحديات مشتركة

وتواصلت أشغال الاحتفال بسلسلة من المداخلات التي شدّد خلالها المشاركون على أهمية الرؤية المغربية في مجال الهجرة، مؤكدين أن المملكة، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، أرست سياسة تقوم على التضامن والانسجام وحماية الحقوق الإنسانية للمهاجرين. كما تناول المتدخلون مجموعة من التحديات التي تواجه المهاجرين في المنطقة، مقترحين آليات لتعزيز التعاون الإفريقي المشترك لمواجهتها بشكل فعال.

  • عروض موازية وشهادات إنسانية

وتضمن البرنامج أيضًا عرضًا مفصلًا حول القضية الوطنية، قضية الصحراء المغربية، ودورها المحوري في توطيد التعاون جنوب–جنوب. كما سلط العرض الضوء على الدينامية التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة، باعتبارها جسرًا استراتيجيًا يربط المغرب بعمقه الإفريقي.
كما قُدمت شهادات إنسانية لمهاجرين من دول جنوب الصحراء تمكنوا من بناء مسارات مهنية واجتماعية ناجحة بالمغرب، وهي شهادات عكست البعد الإنساني والتضامني للسياسة المغربية في تدبير قضايا الهجرة.

  • الختام: إعلان مرحلة جديدة من العمل الإفريقي المشترك

وفي ختام فعاليات الذكرى العشرين، أكد مجلس المهاجرين من جنوب الصحراء أن هذا الاحتفال لا يمثل مجرد لحظة رمزية، بل يشكل محطة استراتيجية لإطلاق مرحلة جديدة من العمل الإفريقي، تعتمد على تطوير مشاريع موجهة للشباب وتعزيز التكوين والابتكار، تحت شعار:
“التضامن والوحدة لبناء مستقبل مشترك”.
كما جدد المشاركون التأكيد على أهمية مواصلة التعاون بين مختلف المنظمات المدنية الإفريقية والمغربية، بما يخدم القضايا المشتركة ويدعم مسارات الاندماج والتنمية داخل الفضاء الإفريقي.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً