تجلت حكمة الله سبحانه من تشريع صيام شهر رمضان وفرضه على كل مسلم في العديد من الأمور التي سنجملها في المقال التالي :
تحقيق تقوى الله في النفوس
يعتبر الصيام عبادة تقوي الوازع الإيماني وتعززه لدى المسلم، فتمنعه من الوقوع في المحرمات أو التمادي فيها، وتشكل له حاجز وقاية يحميه من تتبع الآثام والشرور، فالتقوى التي يحققها الصيام تحث النفس على الالتزام بما أمر به الله تعالى، واجتناب ما نهى عنه.
وإلى جانب ذلك، فإن تكرار الصيام عاما تلو الآخر يجدد الإيمان، ويجعله أكثر رسوخا وثباتا، كما يعظم مراقبة الله لدى النفس الإنسانية، فالصائم يمتنع عن طعامه وشرابه وما يشتهيه، لنيل رضا ربه عز وجل.
تحقيق وحدة الأمة الإسلاميّة
يساعد الصيام على تعويد النفس على البذل والعطاء، حيث يستشعر الصائم حاجات الفقراء والمساكين، فيبذل ويُحسن إليهم، وبذلك يصبح المجتمع المسلم مجتمعا متكاملا متراحما، تسوده معاني الألفة والمودة.
ترويض النفس
تختص عبادة الصيام عن غيرها من العبادات بكثير من الخصائص، إذ إنها تروض النفس الإنسانية وتعودها على تحمل المشاق والتغلب على نوازع النفس، كما تقوى عزيمة المسلم وتتحرّر إرادته، ويصبح أكثر قدرة على التحكم في أهواء النفس وميولها.
وبالإضافة إلى ذلك، تمكن عبادة الصيام المسلم من استشعار نعمة هداية الله تعالى له، وذلك حينما يمتنع عن المحرمات ويلتزم بما أمر به الله سبحانه.
تحسين أخلاق الصائم في شهر رمضان
يتحلى المسلم الصائم بالعديد من الأخلاق الكريمة الحسنة التي تظهر جليا في تعامله مع غيره، ومن أبرز تلك الأخلاق مقابلة الإساءة بالإحسان، فلا يلتفت الصائم إلى سفاهة الأقوال والأفعال التي من شأنها أن تقلل من أجره، كما يترفع عن قول الفواحش أو الكلام الجارح امتثالا لأوامر الله تعالى.