تنفجر لا محالة تلك العقول المفكرة والمعطلة، بكل ميكانيزمات التفكير السليم، و كانسة كل بقايا ضبط النفس ضد الجهل والخرافة . سيتفرقون لا محالة و يغافلهم الضياع في سراديب الغواية و املاءات النفس الأمارة بالسوء…..فالتغيير غاية لا تدرك باجترار الاقاويل وغياب الفعل، التغيير لا يأتي بالرهان على استكانة الجهلاء ومسالمة النفس، الإنتصار في معركة كورونا لا يكون مالم نشاهد كل رجال السلطة في الميدان وكل عناصر الأمن في الطرقات والتطبيق الصارم لقانون الطوارئ ،بدل لقطات هنا وهناك….
الوطن للجميع ورجال السلطة تحملوا هاته المسؤولية بأمانة ، فإما ان يكونوا اهلا لها في زمن الحرب او لا يكونوا في زمن السلم.
فلزيب التيس الأجم لا يسعفه أثناء النطاح. و صياح الديك المبحوح لا يمنحه كبرياء.
الوقت قد حان لتكون السلطة سلطة وترجع عينها التي انهارت مع التراخي والتجاوز و المزاجية، وأن يفرض الاحترام الصارم لقانون الطوارئ الصحية، واستبعاد العاطفة تجاه المتباكين والمخلين بالحجر الصحي. شخصيا نكاد نستوعب ما يجري اهو تراخي من السلطة ام استقواء من مواطن لم يستوعب ان فيروس كورونا يعني الخياة أوالموت، ام كلاهما ، صحيح ان بعض القراء سيلومون هاته الأسطر وسيتحججون انه يعيش بين ظهراننا اسر معوزة لا تملك قوتا، وانا هنا لا اعارضهم في هاته الحقيقة كما اذكرهم بواقع امر إن استمر هذا الهراء، وهذا الإستهزاء فإننا سنكون درسا من دروس التاريخ فكفانا عبثا.
فيروس كورونا ضرب بقوة الصين قوة اقتصادية لا يختلف فيها اثنان، ويواصل دك مقالع اوربا التي تتهاوى كل يوم وتعددا الضحايا يكون بالآلآف، وكلنا وقفنا وقفة الهالك على مشارف الهاوية حينما اقدمت ايطاليا على العمل بقانون الحرب، اي ان يعيش الأقل سنا.
مشكلتنا في المغرب ولنكون صريحين فاليوم اكثر من اي وقت مضى يفرض علينا الصراحة ، فالفيروس يمكن ان يعيش بيننا ويتعايش فينا ويحرمنا من لذة العيش ونحن نتحدث عن المسكنة والفقر وكأن حالنا اليوم هو الفقر، فكفانا نفاقا وازدراء، بالأمس كنا نصفق للسلطة في الصين وهي تفرض الحجر الصحي بالقوة، اما اليوم وفي بلدنا المغرب فإني لا اجد غير البيت الشعري القائل نعيب الزمان والعيب فينا وما للزمان عيب سوانا.
الحجر الصحي هل نحن ملتزمون !!!!!
قناعتي الشخصية ان الغالبية العظمى في الشعب المغربي ليست ملتزمة بالحجر الصحي وسأقدم مجموعة من الحجج، اولها الفهم الخاطئ للحجر الصحي فالغالبية وهنا اقصد المواطن، وحتى رجل السلطة ،فهموا ان الحجر الصحي يبتدئ فقط ما بعد السادسة مساءا في حين ان ما بعد السادسة فيمنع الخروج اصلا عدا الذهاب للمستشفيات او الصيدليات، في المقابل نجد من يتحجج بالخروج في الساعة السادسة لقضاء غاية ملحة.
المتتبع للحركة اليومية للمواطنين يقف على غرائب يجب ان تنتبه لها السلطة، فمنذ الصباح وانت تراقب اغلب شوارع اكادير وحتى المدن المغربية الأخرى فإنك ستقف ان كل الطبقات الإجتماعية المغربية هي في الشارع، تجد الراجل والراكب على دراجته الهوائية والنارية وكل السيارات من الأقل ثمنا حتى آخر موديل نجدها تجوب شوارعنا غير آبهين في غياب تام لمراقبة السلطة، المسؤول الآخر عن انتشار الفيروس ليس فقط المواطنون بل ايضا المؤسسات العمومية والخصوصية فإذا كان من الواجب على بعض الموظفين الإلتحاق بعملهم فإننا نجد اغلبهم يجوبون الشوارع تحت ذريعة العمل.
سلطة الدولة وفيروس كورونا
تعتبر الغالبية من المجتمع المغربي ان اعداد المصابين غير شبيهة بالتي نسمعها عن جيراننا الأورببين، وهنا سنحتكم لعلم الرياضيات فالنسبة المئوية للإصابة بالمغرب تتراوح بين 21 في المئة و 26 في المئة وهي نسبة مخيفة جدا اذا ما قارنها مثلا بإيطاليا التي تبلغ نسبة الإصابة فيها ب25 في المئة، صحيح اننا نعترف بالجميل لرجال سلطة وضباط وأمنيين وأطباء وممرضين وكل جنود الوطن الذي تجيشوا لمحاربة الفيروس الخفي، غير أن العديد من القياد غائبون عن الميدان، متراجعون عن الخطوط الأمامية وهم من تكونوا وأقسموا على الدفاع عن الوطن، دوريات الشرطة والحملات الأمنية يجب ان تتضاعف فلا يعقل ان تكون بهاته الوثيرة والوطن في حالة استنفار، من غير المقبول أن يغيب القياد عن بعض الأحياء ، ومن غير المقبول أن تشاهد سيارات تجوب الشوارع ما بين الساعة السابعة الى حدود العاشرة ليلا في مدينة اكادير وبالضبط في شوارع رئيسية مثل شارع الحسن الثاني و عبد الرحميم بوعبيد و حي الداخلة وليراك ولخيام … دون ان توقفها عناصر الأمن، فرجاءا هاته صرختي كمواطن مغربي، وكإنسان ومثقف الوقت ليس مناسبا لنتهاون ونستخدم العاطفة فنحن على المحك إما أن نكون أو لا نكون، نحن أمام خيارين أن نسهر على تطبيق قانون الطوارئ دون رأفة مع الأخذ بعين الإعتبار الحالات الإنسانية الضئيلة والضرب بيد من حديد على يتمسكن تحت غطاء الإنسانية، المحتاجون كثر صحيح الفقراء عدة جميل ولكن المتكالبين والكذابين والمستهزئين صدقوني هم أكثر، وهاته دعوتي لكل المواطنين، مؤسسات وطننا المغرب، وكل المسؤوليين، اعلموا اننا أمام خيارين لا أقل ولا أكثر إما أن نكون درسا في الوطنية اليوم أو نكون درسا من دروس التاريخ، تذكرنا الأجيال، فخلاصة القول أن هذا الفيروس هو قاتل ويمكن أن يبيد أمة وشعبا.
ولتكن هاته الصرخات محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فالجميع مسؤول أمام الله والوطن والملك.
أفيقوا فاللحظة حاسمة، إنقذوا الوطن طبقوا قانون الطوارئ بالصرامة العسكرية.
نصيحة على الهامش : الكلمة أسيرة المرء ما لم يطلقها فإن هو أطلقها أسرته، و في استرسال النصح قد صدق من قال أن أغلب مصارع الرجال على عتبات اللسان.
ذ /الحسين بكار سباعي
باحث في شؤون الهجرة الإعلام وحقوق الإنسان.