فلاحون يحذرون من نقص مرتقب في الخضر قبيل رمضان

مجتمع

دق فلاحون في عدد من مناطق المملكة ناقوس الخطر حول موجة خصاص مرتقبة في الطماطم والفلفل ابتداء من شهر فبراير المقبل، وهي الفترة التي تتزامن عادة مع الاستعدادات لرمضان، حيث يرتفع الطلب بشكل ملحوظ على الخضر الأساسية.

وأعادت هذه التخوفات إلى الأذهان أزمة السنة الماضية عندما واجه المستهلكون ارتفاعات حادة في الأسعار، في ظل عجز واضح عن تلبية احتياجات السوق الوطني.

وعزا مهنيون في القطاع أسباب هذا الوضع إلى الاضطرابات المناخية التي طبعت صيف هذا العام، حيث شهدت حقول الإنتاج حرارة مفرطة وفترات جفاف طويلة، أدت إلى إضعاف النباتات وتأخير دورة نموها.

وأكد الفلاحون أن تلك الظروف تركت أثرا مباشرا على جودة المحاصيل وكمياتها، ما يجعل من الصعب ـ حتى مع التساقطات المرتقبة ـ بلوغ مستوى إنتاج يغطي الطلب المتزايد خلال موسم رمضان.

ومن جهتهم، أشار عدد من المنتجين إلى أن بوادر الخصاص بدأت تظهر منذ أسابيع، إذ لاحظوا تراجعا في حجم الإمدادات مقارنة بالمعدل المعتاد في هذه الفترة من السنة.

ويرى هؤلاء أن السوق الداخلية ستكون أول المتضررين من هذا الاختلال، خاصة وأن الطماطم والفلفل تعدان من أكثر المواد استهلاكا خلال الشهر الفضيل.

ونبه ذات المتحدثين إلى أن غياب رؤية رسمية واضحة لمعالجة الوضع يزيد من تعقيد المشهد، حيث يشتكون من غياب إجراءات استباقية حقيقية لمواجهة التقلبات المناخية وتداعياتها على الأمن الغذائي.

وتنذر هذه التوقعات بموجة غلاء جديدة قد ترهق ميزانيات الأسر، خصوصا مع ارتفاع معدلات الاستهلاك خلال رمضان، حيث تشهد الأسواق إقبالا كبيرا على الطماطم والفلفل باعتبارهما عنصرين أساسيين في المطبخ المغربي.

وفي الوقت الذي ترسل فيه الحكومة تطمينات دورية بأن الوضع تحت السيطرة، يصر الفلاحون على أن تلك الرسائل لا تغير من واقع الحقول شيئا، مشددين على أن الأزمة تتطلب تدبيرا استعجاليا واستراتيجيا في الآن ذاته.