بقلم : أحمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية
في خطوة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية، قام المسؤولان الاقتصاديان في السفارة الأمريكية بالرباط، جولي ليموجيس وغوردون ستينبرغن، بزيارة رسمية إلى مدينة طنجة، شملت عدداً من المنشآت الاقتصادية الحيوية في المنطقة، في مقدمتها ميناء طنجة المتوسطي، أكبر ميناء في إفريقيا، إلى جانب شركات أمريكية رائدة في قطاع تصنيع مكونات السيارات.
وتأتي هذه الزيارة في إطار التزام الولايات المتحدة بتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع المغرب، باعتباره شريكاً محورياً في شمال إفريقيا، وبوابة استراتيجية للأسواق الأوروبية والأفريقية على حد سواء.
- ميناء طنجة المتوسطي: بوابة إفريقيا الصناعية
استهل الوفد الأمريكي زيارته بجولة ميدانية في ميناء طنجة المتوسطي، الذي يُعد من أكبر الموانئ وأكثرها تطوراً في القارة الإفريقية. واطلع المسؤولان على البنية التحتية المتقدمة للميناء، وكذا دوره المتنامي كمركز لوجستي عالمي، يربط بين قارات العالم ويشكل حلقة وصل رئيسية في سلاسل التوريد العالمية.
وأكدت جولي ليموجيس، خلال الزيارة، على أهمية الميناء كمنصة رئيسية لتشجيع الاستثمار الأجنبي، مضيفة أن “الولايات المتحدة ترى في طنجة المتوسطة نموذجًا ناجحًا للتنمية الاقتصادية المستدامة، وتشجع الشركات الأمريكية على تعزيز حضورها في هذه المنطقة الواعدة.”
- صناعة السيارات: استثمارات أمريكية نحو المستقبل
كما شملت الزيارة عدداً من الشركات الأمريكية العاملة في صناعة مكونات السيارات، وهو قطاع يشهد نمواً سريعاً في المغرب، بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي والتسهيلات الحكومية الجاذبة للاستثمار.
وخلال جولتهما داخل هذه الشركات، أشاد كل من ليموجيس وستينبرغن بالكفاءة العالية للمهندسين والتقنيين المغاربة، وبجودة المنتجات التي يتم تصديرها إلى الأسواق العالمية. كما عبّرا عن اهتمام بلادهما بمواصلة دعم هذا القطاع الحيوي، الذي يعزز فرص التشغيل وينقل التكنولوجيا المتقدمة إلى المغرب.
- شراكة متواصلة وآفاق واعدة
تُعد هذه الزيارة تأكيداً جديداً على المكانة التي يحتلها المغرب ضمن أولويات السياسة الاقتصادية الأمريكية في إفريقيا. كما تعكس التزام الطرفين بتوسيع آفاق التعاون، لا سيما في مجالات التصنيع، والطاقات المتجددة، والنقل، واللوجستيك.
وفي ختام الزيارة، شدد المسؤولان الأمريكيان على أهمية مواصلة الحوار الاستثماري بين البلدين، وعلى استعداد واشنطن لتعزيز الدعم الفني والتقني للمشاريع الاقتصادية المغربية.