يصدح صوت عصام الصابر كلما دوّى الميكروفون في فضاءات مهرجان تيميزار للفضة، ليعلن أن لحظة التفاعل قد بدأت، وأن تزنيت تحتفي من جديد بصناعتها التقليدية وذاكرتها الجماعية. ليس مجرد منشط أو قارئ فقرات، بل هو جزء أصيل من النسيج الرمزي لهذا الحدث الثقافي الكبير.
منذ الدورة الأولى للمهرجان، رافق عصام الصابر مسار تيميزار كصوت مألوف وأسلوب متفرّد، اختلطت فيه نبرة الرياضي بحسّ المثقف، والمهنية بالدقة، والانتماء بالمحبة. فكل من عبر ساحة المشور خلال أيام المهرجان، ألف صوته وهو ينسج فقرات العروض، يتنقل بين المشاركين، ويحفّز الجمهور دون ضجيج.
ورغم أن أعين الإعلام والجمهور تنصبّ غالبًا على المنصات والفضاءات والعروض، فإن من يعيش كواليس التنظيم يعلم أن نجاح كل لحظة في المهرجان يرتبط بوجود منشط قادر على قيادة الإيقاع دون ارتباك، واحتواء الجمهور دون مبالغة. وهنا تحديدًا، يتألق عصام الصابر كعنصر لا غنى عنه في خلق ذلك الانسجام الخفي بين المضمون والمتلقي.
تؤكد ساكنة تزنيت، بل وحتى زوارها، أن صوت عصام بات أحد معالم المدينة في مواسم الأعياد والمناسبات، سواء في الفعاليات الرسمية، أو في التظاهرات الثقافية والرياضية الكبرى التي تعيشها المنطقة. حضور لا يُخطئه السمع، واحترافية تستمدّ شرعيتها من سنوات من التجربة والالتزام.
ما يجعل الصابر أكثر من مجرد منشط، هو استمراره في العطاء بنفس الروح والجدية رغم تغير السياقات وتعدد الأدوار. فكل سنة، يعود بصوته وأسلوبه، متجددًا في لغته، منسجمًا مع روح التظاهرة، حريصًا على تقديم تجربة صوتية تبقى في ذاكرة الحاضرين.
في مهرجان تيميزار 2025، كما في سابق الدورات، لم يكن عصام الصابر مجرّد صوت يملأ الفراغ، بل صوت ينسج الذاكرة، ويحرس إيقاع المكان، ويمنح الفعالية هويةً صوتيةً قلّ نظيرها.
لا يُذكر مهرجان تيميزار إلا ويُذكر عصام الصابر، تمامًا كما لا تُذكر الفضة إلا وتُذكر تزنيت. إنه صوتُ المدينة حين تُحتفل، وذاكرتُها حين تُدوّن لحظات الفرح.