هناك الكثير من الأسباب التي تدفعنا للتفكير بالذهاب إلى مستشفى الأمراض النفسية ومعظم هده الأسباب تنحصر بشكل عام في غياب الوعي و الإدراك السليم وبشكل خاص في أن تكون متتبع للمتاهة السياسية والحزبية بالمغرب , ولعل حجم المفارقات والتناقضات والخزعبلات والهرطقات السياسية التي يتفنن فيها ساستنا الكرام لا تعد ولا تحصى وكثيرا ما يذكرني هدا الواقع بقصة قصيرة جدا للكاتب جميل حمدوني بعنوان (جنون) بحيث يسرد قائلا :”أرسل الحاكم بأمر الله كل العقلاء والحكماء إلى مستشفى الأمراض العقلية ,وترك سياسة البلد للحمقى والمجانين” .
إن بطولة الأحزاب بالمغرب لم تبرح قسم الهواة “والتبرهيش” ويبقى حلم الوصول إلى الاحترافية رهين بهجرة جماعية لملاك وسماسرة وبلطجية الأحزاب من الساحة السياسية لان السياسيون والحفاضات لديهم شئ واحد مشترك بحيث ينبغي لهما أن يتغيرا بانتظام ولنفس السبب , ولعل الحديث الذي ساد مؤخرا في الأوساط السياسية خصوصا بداخل مجلس مدينة الرباط وما راج عن تسريب شهادة طبية حول الصحة العقلية لعمدة المدينة والتي تبين من خلالها أن الرجل مختل وبناء على الشهادة الطبية تم تسريحه بتعويض مالي من شريكة ريضال “هبال فيه وفيه ” في وقت تمتلئ فيه شوارعنا بحمقى لا تعويض لهم أو حتى مستشفى يأويهم “غير أجي وكون مسطي” ولعل الحمق السياسي لم ينحصر بداخل المغرب بل تعداه إلى العاصمة الألبانية “ترينا” حين تسيد الحمق موقف الشبيبة الاشتراكية وتصويتهم لعضوية البوليساريو في الاتحاد الدولي للشبيبات الاشتراكية وهو تصويت يعتبر بمثابة اعتراف معنوي بالجبهة من شبيبة حزب الوردة المغربي وهي سابقة خطيرة من نوعها , وفي كل الأحوال حين يغيب الوعي والتكوين السياسي فان تهيأت الحمق والجنون تطغى وتصير للعفاريت والتماسيح مساحة كبيرة في اتخاذ القرار والسطو على العقلانية السياسية وخلق ثقافة قطيع تحول شعب بكامله إلى أتباع يتبركون ويتمسحون بالوهم , حكومة تدعي الإصلاح بقدر ما تفسد القدرة المعيشية للمواطنين ,أحزاب تدجن وتستنسخ شبيبات على قدر كبير من اللغو و الريع , تعليم في غرفة الإنعاش يأبى قول الشهادتان , جامعات تنشر الوحل والفشل الاجتماعي ,مستشفيات حتى زيكا وجميع الأوبئة ترفض الاعتراف بها , فقر وبطالة بوجع “الحكرة” , ولكن السؤال الأهم ألان هو ” واش اتجيبو لوبيز ولا هيفاء للمهرجان موازين”
بقلم : مبشور صلاح الدين
سياسة أحزاب ” بويا عمر” بقلم:مبشور صلاح الدين

التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.