سواعد شبيبتنا تصعد بالوطن نحو المجد العالمي

أكادير الرياضي

على بعد نصف ساعة من نهاية المقابلة.. وجدت نفسي خارج المنزل.. موزّعا تلك الدقائق المتبقية بين شاشات المقاهي.. وجلسات العوائل والأسر بين ازقة المدينة..
كانت عينّاي لا تلتقط سوى نتيجة السبورة وثواني الساعة من عمر المقابلة..
ثواني الأعصاب والإنفعالات وتجميد الحواس حول أمنية واحدة فقط
هل سترفع سواعد شبيبتنا كأس هذا العالم..!؟
لم أتمّم الأمنيّة حتى علا صراخ الإنتصار عاليا شبيه هدير أمواج عالية تخترق سكون هذه الليلة العالمية..
سارعت الخطى نحو شاشة المنزل لاتابع حفل التتويج..
أعادتني لقطة رفع كأس العالم إلى لقطة تقديم هدية رمزية على شكل مجسم ذهبي لكأس العالم إلى صاحب الجلالة من طرف عميد الفريق الوطني لحظة استقبالهم بعد إنجاز قطر..
كانت لحظتها دالة رمزية ورسالة تعبيرية لنوايا مشروعة من جيل المربع الذهبي.. إلى الجيل الذهبي
بعد ثلاث سنوات فقط
أصبح الحلم واقعا تاريخيا
والكأس خماسية النجمة حمراء
اللونان اللذان صارا طريقة للتفكير نحو الصعود والتتويج
وعلى خطى الأجيال فلاشيء يعلو على راية الوطن خفاقة بين الأمم والشعوب.. وأن هنا نحيا بشعارنا الخالد الله الوطن الملك
و أبناء الاطلس من اسود وأشبال حين يؤمنون بحلم يصنعون منه واقعا يدهش الكبار
فالمغرب لا يتراجع حين يتقدم نحو المجد والعزة بين الأمم..
لم ترفع الكأس اليوم بالشيلي بل راية وطن آمن بأن طريق الصعود أيضا قد ينطلق من الملعب لكنه قد يمتد إلى العالم باعتباره مرآة لروح الشعوب، ومختبر لقدرتها على التنظيم والتنافس والابتكار إضافة إلى الحضور الرمزي الإعتباري في المخيال الشعبي الجماهيري وسط شعوب العالم..
ديما مغرب..
جملة صارت عالمية وعلى جميع ألسن العالم.. وعلى صدورهم أقمصة باللونين.. بل أغلبيتهم يتقاسمون معنا ترديد شعار المملكة بعد عزف النشيد الوطني الذي احتل الرتبة الأولى في عزفه لمدة أسبوع وأكثر تقريبا.
من مبارة مع الكونغو بالرباط واحتلال الرتبة الأولى ب 16 انتصار يليها مبارة مع مصر ثم كأس العالم سيدات فمقابلة كرة الصالة بإسبانيا والتتويج بالشيلي..
أسبوع النشيد الوطني وفي مختلف المنصات والوضعيات مع مختلف الفئات..
هو المغرب ياسادة
قبل اسابيع..
كان الأعداء قد تربصوا بنا في منعطف الطريق.. ونفثوا بسمومهم الحاقدة وسط احتجاجات طبيعية لشبيبتنا والسير بها نحو التدمير والخراب.. بل ودعوة عاهل البلاد إلى الانقلاب على الدستور وتعطيل المؤسسات..
كانت صور حرق سيارات الشرطة تجوب القنوات..
مع تحريض مكشوف بحرق القصور من أصدقاء قبل الأعداء..
وكانت أيادينا على قلب الوطن تحت وطء وحجم هذا العداء..
أإلى هذا الحد ينتظرون سقوطنا..
وهل يسقط الأسد..
وهم في قاعة الانتظار مع أبواقهم بالداخل حتى خرج المغاربة إلى نفس الشوراع يحتفلون.. وينتصرون للوطن
هو المغرب لا يدرس في الكتب.. واعمق من أن يناقش وراء الحجاب الإفتراضي.. أو يناقش بقلب حاقد كما هو حال الطابور الخامس..
هذا هو المغرب.. وطننا وعلى صعيد طيب صالح للطهارة والتيمم
ارض الأولياء والناس الطيبين ومن شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء..
لذلك لا يفلح من أراد بنا السوء..
وما أكثرهم..
ولن يقفوا اليوم
ولن يفلحوا دوماً
هكذا درّبنا التاريخ كشعب لا نقاطع أفراحنا وفي أتراحنا نتضامن في كيميائية جسد فولاذي بروح صوفية خارقة..
وهكذا صَنعْنا التاريخ أيضا
وفي يوم واحد.. اسمه الأحد المبارك
صباحا
كان جلالته في المجلس الوزاري قد تجاوب مع الشعارات السلمية الأولى للاحتجاجات بالرفع من ميزانية الصحة والتعليم
ومساءاً كانت سواعد شبيبتنا ترفع الوطن نحو منصة التتويج..
هي الأمة التليدة كما في برقية تهنئة جلالة الملك لاشباله..
الأمة القادرة على تحويل الازمات إلى فرص كي تواصل الصعود نحو مربع الكبار.. وبين الكبار ومع الإحترام الرفيع للقرار السيادي لمملكتنا الشريفة ونحن أمام صورة معبرة ودالة بحر هذا الأسبوع بحيث تزامن تجديد وتجويد اتفاقية الشراكة مع روسيا بوتين بما يخدم مصالحنا الحيوية والوطنية مع تصريح لمستشار ترامب الأمريكي
يجدد فيها التأكيد على مغربية الصحراء مع اقتراب فتح قنصلية بلاده بمدينة الداخلة

فلم نعد محطة عبور..
أو دولة بخيط عنكبوث..
هي روح وفلسفة نهضتنا اليوم.. نسجتها أقدام شبيبتنا هناك بدولة بالشيلي بثقة من يملك حلم الصعود ويؤمن أن المستحيل لم يعد مغربيّاً
هي ليلة سقوط الكبار
وتتويج الشجعان

يوسف غريب كاتب صحفي

التعاليق (0)

اترك تعليقاً