ساكنة أكادير تتصالح مع ملعب أدرار

أكادير الرياضي

هو الذي كان إلى الأمس القريب يتفهّم توجسات الصّاعدين إليه..
ويسمع بألمٍ همسات الناجين من العودة هناك.. أعلاه
ورغم كل ذلك يرفض ان يسمّى ملعب الرّعب رغم الأحداث الدامية التى سجلتها بعض المقابلات..
نعم..
هو الأقدم من حيث الشكل وأسس البناء..
لكن في نفس الوقت الأقدم من حيث التهميش لمحيطه وجوانب جماليته..
حتّى الأمس القريب كانت الطرق المؤدية إليه جحيما.. وأكثر.. بعد نهاية المقابلة يستقبلك الظلام بمسالك ضيقة ومتعبة..
حتّى الأمس القريب…
كان الذهاب إلى ملعب أدرار..
مغامرة غير محسوبة العواقب في الهزيمة كما الإنتصار..
كانت المناسبة شرطاً..
وكان الشرط بوحاً.. سمعته ساكنة المدينة التي تفاجئت بهذه الانسيابية للوصول إلى ملعب أدرار..
طرق معبّدة باعمدة إنارة وأرصفة نخيل.. فضاءات مغارس وأشجار على انقاض الأحجار والمزابل والأوحال..
هكذا استقبل ملعب أدرار ساكنة أكادير بعد الانتهاء من مشروع تهيئة محيطه استعداداً لاستقبال ضيوف المدينة خلال بطولة كأس أفريقيا..
كان الإنجاز مبهراً بكل المقاييس..وبهذه التحدي في كسب رهان موعد المدينة مع الحدث الرياضي القاري..
فليس عادياً ان تتحوّل ذاكرة رعب المكان إلى محج للطمأنية واخذ صور التذكار
افراد وجماعات.. أسر وعيال شيوخ وأطفال..صور وفيديوهات قرب مجسم الكأس الإفريقي بخلفيات جوهرة المدينة أدرار
بل مدهشا ان تطرد الانوار رهبة الظلام وان تغرس الأشجار مكان الأحجار.. وحسب الأرقام وبأكثر من 30 الف شجرة موزّعة على مساحة تناهز 200 هكتار منها 50 هكتار خاصة للمسالك والممرات.
بل مجحفاً ان لا ترفع قبّة الإحترام والتقدير لكل الواقفين ليل نهار أمام هذا الانجاز الإستثنائي وبروح وطنية عالية تستحضر سمعة المدينة والوطن في إنجاح هذه التظاهرة القارية..
تحية لمدبري الشأن المحلي الحضري بالمدينة لاطرها وكافة عمّالها ومستخدميها
وتحية للسيد والي المدينة كمنسق إقليمي بين مختلف القطاعات المشرفة على هذا الإنجاز.. وبهذه السرعة رغم إكراهات عقارية ومسطرية..
تحية لذوي القرار فقد انتقلنا من مشاهد وصور بالجلابة الأنيقة إلى مشاهد السبرديلا والزي الميدانيّ وسط غبار الأوراش
فما أنجز هو ثورة في تغيير بوصلة الجذب في المدينة..
فلم يعد النزول إلى البحر مغرياً.. بل أصبح الصعود نحو الجبل جذّابا.. خاصة ونحن في انتظار تتمّة بقيّة المشاريع الكبرى التي انطلقت اشغالها بعين المكان المسبح الأولمبي.. القاعة المغطاة.. ملاعب القرب بين كرة القدم وكرة السلة.. فضاءات خضراء للتنزه والراحة..
هي معالم قرية ريّاضية ترفيهية استجمامية هناك أعلى الجبل. ولساكنة سفوح الجبل الذين رابطوا وصمدوا وقاموا وحشية المكان طيلة هذه المدة..
لكل الأحياء المجاورة للملعب ولعموم الساكنة والزوار..
نعم شموخ ملعب أدرار ينافس زرقة البحر في المدينة.. بل وبهذا البهاء يعود بنا إلى أصل ساكنة المدينة قبيلة مسگينة الجبلية..
هو نقطة قوة استقطابية مجالية جديدة خاصة مع نهاية الأشغال الكبرى وإدماج الملعب ضمن الرؤية الشاملة لأكادير الكبير عبر الربط بشبكات النقل العمومي المتطورة، وتوفير الخدمات الأساسية والمرافق الضرورية التي تضمن راحة الزوار والمشجعين والجمهور العائلي والسواح من داخل المغرب وخارجه..
بل قد يسمح الفضاء وبهذه البنية التحتية ان يستقبل مختلف الأنشطة الإشعاعية الكبرى من مهرجانات ومعارض وطنية ودولية.. بعيدا عن زحمة وسط المدينة وغيرها
نعم لم يعد أدرار ملعب الرعب..
قد انطلق العدّاد وانجز ما كان مطلوباً وآنيّا..
في أفق ان يكتمل مشروع القرية الرياضية.. وتزهر المنطقة بالأشجار الغابوية والتزيينيّة.. ونكون وقتها قد تعوّدنا ان نصعد نجو الجبل عوض النزول نحو البحر..
وبينهما مدينة
حين تنام
ينام شفق الغروب على كتفيها صاعداً
نحو أدرار..
مسكن الأجداد

يوسف غريب كاتب صحفي

التعاليق (0)

اترك تعليقاً