“ريان إير” تقطع أجنحتها في فرنسا: تداعيات وخيمة على الرحلات المغربية بسبب “الضريبة الخضراء”

أخبار وطنية

أعلنت شركة الطيران الإيرلندية منخفضة التكلفة “ريان إير” يوم الأربعاء 30 يوليوز 2025، عن خفض سعتها التشغيلية في فرنسا بنسبة 13% خلال فصل الشتاء القادم.
و يأتي هذا القرار الصادم استجابةً للضريبة الفرنسية الجديدة على تذاكر الطيران، التي أثارت موجة استياء واسعة في قطاع النقل الجوي.
و يعود هذا التقليص الجوهري إلى الزيادة الكبيرة في الضريبة الفرنسية المعروفة بـ TSBA (Taxe de Solidarité sur les Billets d’Avion)، والتي قفزت من 2.63 يورو إلى 7.4 يورو على الرحلات الداخلية والأوروبية.
و تعتبر “ريان إير” هذه الزيادة “عبئًا غير مقبول”، يجعل فرنسا أقل تنافسية مقارنة بدول أوروبية أخرى لا تفرض مثل هذه الرسوم الباهظة، مثل إسبانيا، إيرلندا، وبولندا.

هذا، و لن يقتصر تأثير هذا القرار على فرنسا وحدها، بل ستكون له تداعيات مباشرة ومؤلمة على الخطوط الجوية الرابطة بين فرنسا والمغرب. فقد أكدت الشركة أنها ستوقف عملياتها بالكامل من ثلاثة مطارات فرنسية رئيسية: برجيراك، بريف لا غايارد، وستراسبورغ. هذا يعني تقلصًا كبيرًا في عدد الرحلات التي كانت تربط هذه المدن بالمطارات المغربية، مما يترك المغاربة المقيمين بالخارج والمسافرين المنتظمين في موقف حرج.
على الجانب الآخر، عبّر وزير النقل الفرنسي، فيليب تابارو، عن رفضه لفكرة فرض ضرائب إضافية في مشروع ميزانية 2026، رغم سعي الحكومة لسد عجز بقيمة 40 مليار يورو. وحذر تابارو من أن مثل هذه الضرائب قد تكون لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد الوطني وتؤدي إلى تباطؤ النمو، وهو ما يبدو أن “ريان إير” قد أثبتته بالفعل.

إلى ذلك، و مع توجه شركات الطيران لتقليص خدماتها داخل فرنسا، من المتوقع أن يدفع هذا الإجراء المغاربة والمسافرين من وإلى المملكة إلى البحث عن بدائل أخرى. قد تكون هذه البدائل أكثر كلفة أو أقل مرونة، مما يزيد العبء على المسافرين ويحد من خياراتهم في السفر. هذا القرار يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل الرحلات الجوية منخفضة التكلفة بين فرنسا والمغرب وتأثيره على حركة السفر والتنقل.