في خطاب العرش، جدد جلالة الملك يده الممدودة للأشقاء في الجزائر، وجدد كذلك دعوته للحوار الصريح والمسؤول. جاء في خطاب العرش “…لذلك، حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول، حوار أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين”.
تذكير جلالة الملك بيده الممدودة للجزائر، ليس كباقي الخطابات السابقة التي تحدث فيها عن يده الممدودة. في خطاب العرش بمناسبة الذكرى 26 لتربعه على عرش المملكة الشريفة، أتى تذكير جلالته بيده الممدودة، حاملا لرسالة جديدة وبنبرة ذكية وتنبيهٍ بأن الوقت قد يفوت لحفظ ماء وجه النظام الجزائري.
ذكاء رسالة الملك نفهمها من خلال ترتيب النقاط الأربعة التي تطرقت لموضوع اليد الممدودة، والتي جاءت بهذا الترتيب المقصود بحمولة ذكية وتنبيهية:
-1- تحدث جلالة الملك عن الشعب الجزائري الشقيق، ولم يُشر إلى حكام الجزائر.
-2- أعاد جلالة الملك التذكير بيده الممدودة وانفتاحه على الحوار الصريح والمسؤول، حوار أخوي صادق حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين.
-3- أشار جلالة الملك إلى تزايد الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي. وشكر الملتحقين الجدد لهذا الانتصار الدبلوماسي المغربي، بريطانيا والبرتغال.
-4- بعد ذلك، تطرق جلالة الملك إلى حرصه على إيجاد حل توافقي، لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف.
إنها رسالة ذكية وواضحة، تقول إن على حكام الجزائر أن يُنصبوا لنبض الشارع الجزائري، وأن يُبصروا التحولات الدولية بخصوص نزاع الصحراء، قبل فوات الأوان إن أرادوا حفظ ماء وجه النظام الجزائري.
حديث جلالة الملك عن حوار لا غالب فيه ولا مغلوب يحفظ ماء وجه جميع الأطراف، ووضعه في آخر كلامه حول اليد الممدودة، جاء بعد أن ذكَّر بالانتصارات الديبلوماسية المغربية بخصوص الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء.
إنها رسالة ذكية وصريحة للنظام الجزائري. رسالة تقول لحكام الجزائر بصريح العبارة، إن الوقت لا يرحم، وملف الصحراء يتجه نحو الحل النهائي في المنتظم الدولي. رسالة تدعو حكام الجزائر الانصات لنبض الشارع الجزائري الذي يعرف جيدا مآلات الصراع المفتعل بين البلدين. لذلك خاطب جلالة الملك الشعب الجزائري الواعي بالمستقبل، وليس حكام الجزائر.
تحدث جلالة الملك عن حفظ ماء وجه جميع الأطراف. وكان بإمكانه التحدث بلغة أخرى مادامت الصحراء في مغربها، والمغرب في صحرائه، والحدود محروسة بالجيش الملكي وطائرات الدرون المتطورة التي تمنع حتى الذبابة من الاقتراب من الحدود.
كان بإمكان جلالة الملك أن يتحدث عن حفظ ماء وجه النظام الجزائري الذي يعيش في ورطةِ صنيعته البوليساريو، ولا يعرف كيفية الخروج منها.
لكن جلالة الملك، تحدث بلغة أمة عمَّرت أكثر من 12 قرنا، وبعرش حكم أكثر من 4 قرون. فكانت لغة الرقي، وأسلوب الحضارة، ونظرة المستقبل، التي جعلت جلالته يترفع عن لغة الانتقام وإحساس الانتصار، فكان الخطاب الراقي “وبقدر اعتزازنا بهذه المواقف، التي تناصر الحق والشرعية، بقد ما نؤكد حرصنا على إيجاد حل توافقي، لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف”.
والمقصود هو حفظ ماء وجه النظام الجزائري.
سعيد الغماز-كاتب وباحث

تفتيشات مفاجئة تهز المجالس الإقليمية بالمغرب وتكشف عن “تلاعبات مكشوفة” في الصفقات العمومية

الملك محمد السادس يأمر بإرسال 180 طنًا من المساعدات الإنسانية لغزة

موظفو التعليم العالي يلوحون بخطوات احتجاجية خلال الدخول الجامعي، وسط دعوات للإفراج عن النظام الأساسي

الوزير برادة يلتقي النقابات التعليمية لتفادي أزمة الدخول المدرسي وتقييم تنفيذ اتفاق دجنبر

شراكة تاريخية: كيف يقود الملك محمد السادس عهدًا جديدًا من السلام والازدهار بدعم أمريكي
