بعد تحذير منظمة الصحة العالمية من تفشي فيروس جدري القردة، سارعت بعض الدول حول العالم في فرض الحجر الصحي المؤقت، بينما تستعد أخرى لاتخاذ هذه الخطوة حسب تطورات الأوضاع مستقبلا.
أما على مستوى المغرب، فيبدو أن الوضع مطمئن إلى حد ما، إذ لم تكشف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن تسجيل أي تطورات ملحوظة بخصوص انتشار هذا المرض.
في هذا السياق، كشف الدكتور الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، أنه لا يوجد ما يدعو للقلق بالنسبة للمغرب والعديد من الدول الأخرى، لكنه شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية كالمراقبة واليقظة والتوعية.
وأضاف حمضي أن الدول الكبرى، التي تملك الإمكانيات، يجب أن تزود الدول الإفريقية المتضررة من جدري القردة باللقاحات للحد من انتشار هذا المرض.
وأوضح الخبير والباحث في النظم الصحية أن المقلق اليوم هو ظهور معطيات علمية تفيد بأن السلالة الجديدة ”1 ب” تحدث فيها طفرات سريعة أكثر من السلالات السابقة، مما يساعد في انتشارها بشكل كبير، وخاصة في صفوف الأطفال، من خلال احتكاك الجلد.
ونبه ذات المتحدث إلى أن نسبة الإماتة بلغت عند الأطفال 10 في المائة، و5 في المائة عند البالغين، وهي المعطيات التي ألزمت الوكالة الصحية التابعة للاتحاد الإفريقي لإعلان حالة الطوارئ الصحية العامة.
ومن جهته، أفاد المصطفى الناجي، أخصائي في علوم الفيروسات ومدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن جدري القردة منتشر بشكل واسع في إفريقيا، وخاصة في الكونغو التي تلقت مؤخرا آلاف الجرعات من اللقاح لمواجهة هذا الفيروس.
وأوضح الناجي أن المغرب حاليا يبقى في وضع مريح، إلا أنه ملزم من الناحية الاستباقية بـ ”اتخاذ خطوات وقائية، تبدأ عبر حملة تلقيح واسعة تهم الأطفال بالأساس”، موضحا أن ”هذه الخطوة ستساعد في توفير مناعة سكانية داخل المغرب”.
ولفت الخبير في علم الفيروسات إلى أنه “لا يجب على المغرب أن يجلس منتظرا تسجيل حالات، لأن هذا الأمر ممكن، طالما أن الفيروس ليست له حدود، ويمكن في أي مكان أن ينتشر”، مشددا على أن” الوقاية خير وسيلة حاليا”.
وخلص ذات المتحدث إلى أن المغرب يحتاج اتخاذ بعض التدابير الاحترازية غير اللقاح، مثل حماية الحدود ومراقبة الوافدين إلى البلاد، ووضع أي شخص تثبت إصابته في الحجر الصحي لمدة لا تقل عن أربعة أسابيع.