أكادير24 | Agadir24/عبد اللطيف البعمراني
يعاني نادي حسنية أكادير، ممثل منطقة سوس في البطولة الاحترافية، من أزمة خانقة أثرت سلبًا على أدائه خلال الموسم الحالي. الفريق الأول اضطر إلى استقبال مبارياته خارج ملعبه المعتاد، “أدرار الكبير”، الذي يخضع لإصلاحات منذ بداية الموسم. ومع غياب بديل مناسب داخل المدينة، باتت المباريات تُقام في مدن أخرى مثل آسفي، برشيد، والمحمدية، مما زاد من معاناة النادي على المستويين الفني والمادي.
في ظل غياب ملعب “الانبعاث”، الذي حُول إلى منتزه تاريخيًا، يبرز مركب “الحسين مدانب” في تيكيوين كخيار وحيد ومتاح لاستضافة المباريات. ورغم موقعه الاستراتيجي عند المدخل الرئيسي لأكادير الكبير، يعاني المركب من نقص حاد في التجهيزات والبنية التحتية. يتكون المركب حاليًا من ملعب رئيسي مغطى بعشب اصطناعي، وملعب ترابي للتدريبات، مع مساحة عقارية شاسعة تبلغ أكثر من 50 هكتارًا، غير مستغلة حتى الآن.
مطالب ملحة لتطوير المركب
الأندية الرياضية في تيكيوين قدمت مقترحات واضحة للمجلس الجماعي لأكادير لتأهيل مركب “الحسين مدانب”، تضمنت:
- توسيع المدرجات وإضافة سياج مناسب.
- توفير إنارة كافية للمباريات الليلية.
- تكسية الملعب الترابي بالعشب.
- بناء مرائب سيارات في المساحات المتاحة.
- إنشاء حلبة لألعاب القوى حول الملعب الرئيسي.
تنفيذ هذه الخطوات سيتيح تحويل المركب إلى فضاء رياضي متكامل قادر على استيعاب الفعاليات الكبرى، وسيساهم في حل الأزمة الحالية التي يعاني منها النادي وجمهوره.
مشاريع تحت تهديد المضاربات العقارية
في المقابل، يواجه العقار المحيط بالمركب تهديدات من لوبيات العقار التي قد تسعى لاستغلاله لأغراض تجارية. وتطالب ساكنة تيكيوين بتخصيص هذه الأراضي لمشاريع رياضية وترفيهية واجتماعية تخدم المصلحة العامة، بعيدًا عن أي أطماع ضيقة.
أزمة الرياضة في أكادير: جذورها ومسؤوليتها
الأزمة الحالية تُعزى إلى سنوات من الإهمال وسوء التخطيط، إذ لم تُجرَ أي محاولات جادة لتطوير البنية الرياضية منذ عام 2009. وفي ظل تراجع دور ملعب “الانبعاث”، الذي يحمل إرثًا رياضيًا للمدينة، أُهملت فرص تأهيل مرافق رياضية حقيقية.
الأغلبية السابقة التي قادها حزب العدالة والتنمية، والحالية بقيادة حزب التجمع الوطني للأحرار، ركزتا على إنشاء ملاعب القرب الصغيرة، دون التفكير في تطوير ملاعب كرة قدم كبيرة، وهو ما أدى إلى حرمان المدينة من استضافة التظاهرات الرياضية الإقليمية والدولية.
آفاق الحل
إنقاذ فريق حسنية أكادير وإنهاء معاناته يتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المسؤولة. يجب أن يتم تبني استراتيجية شاملة لتأهيل المركبات الرياضية الحالية، وعلى رأسها مركب “الحسين مدانب”، لضمان استمرارية الفريق وإعادة الاعتبار للرياضة في أكادير، باعتبارها عنصرًا مهمًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
التعاليق (0)