“ثيروبود” يعيد رسم خريطة الأطلسي: اكتشاف مسار ثانٍ لآثار ديناصورات بأكادير عمرها 85 مليون سنة يعزز السياحة الجيولوجية

ثقافية

أعلنت الجمعية المغربية للتوجيه والبحث العلمي عن اكتشاف علمي بارز يضيف فصلاً جديدًا إلى تاريخ المغرب الجيولوجي، وهو العثور على مسار ثانٍ لآثار أقدام الديناصورات في منطقة تغازوت شمال مدينة أكادير.
لا يقتصر هذا الكشف على تعزيز المكانة العلمية للساحل الأطلسي فحسب، بل يُسهم بشكل مباشر في إعادة رسم خريطته الجيولوجية.

أسرار “ثيروبود” تعود إلى العصر الطباشيري الأعلى:

كشفت التحليلات الأولية للبصمات المكتشفة أن هذه الآثار تعود تحديدًا إلى ديناصورات لاحمة من نوع “ثيروبود”. ويُقدر أن هذه المخلوقات العملاقة جابت المنطقة قبل نحو 85 مليون سنة، أي خلال فترة العصر الطباشيري الأعلى.

و يُعد هذا الاكتشاف متناغمًا من حيث التسلسل الزمني مع آثار موقع أنزا المجاور، والذي يُصنف كأحد أبرز مواقع الديناصورات ليس في المغرب فحسب، بل في المنطقة. هذا الترابط الزمني والمكاني يفتح آفاقًا جديدة أمام الباحثين لدراسة النظام البيئي القديم للمنطقة.

تغازوت: من وجهة لركوب الأمواج إلى مركز للسياحة الجيولوجية:
يرى الباحثون أن هذا الاكتشاف الأثري والجيو-علمي يقدم فرصة فريدة وغير مسبوقة لتطوير نوع جديد من السياحة في المنطقة. فإلى جانب الأنشطة المعروفة للرياضات البحرية التي تشتهر بها أكادير وتغازوت عالميًا، يمكن الآن إضافة السياحة الجيولوجية كرافد اقتصادي وتنموي.

ومع ذلك، شدد الخبراء على الأهمية القصوى لـحماية الموقع من مخاطر التآكل الطبيعي ومن أي تدخلات أو عوامل بشرية قد تُهدد سلامة هذه الآثار النادرة.

ربط العلم بالتراث: بصمة الديناصور في متحف أنزا
بهدف تثمين التراث الطبيعي الغني للمغرب ودمج العلم في منظومة السياحة المستدامة، من المنتظر أن يُعرض قريبًا قالب أثري لإحدى هذه البصمات المكتشفة في متحف الجيولوجيا والتاريخ بـأنزا. تُشكل هذه الخطوة جسرًا تعليميًا وثقافيًا يربط الجمهور بتاريخ الأرض ويُعزز الوعي بأهمية هذه الاكتشافات.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً