تقرير يكشف برنامج تكويني خاص للأمير مولاي الحسن استعدادًا لمسؤولياته المستقبلية

أخبار وطنية

agadir24 – أكادير24

كشف تقرير حصري نشرته منصة Africa Intelligence ، أن ولي العهد المغربي، الأمير مولاي الحسن، يخضع لبرنامج تكويني استراتيجي يمتد على مدار عام كامل، صُمّم خصيصًا لإعداده بشكل شمولي لمهامه المستقبلية على رأس الدولة المغربية، مستلهمًا من النموذج الأمريكي لتأهيل القيادات الشابة، والذي يزاوج بين التكوين الأكاديمي والخبرة العملية المباشرة.

وحسب المصدر ذاته، فإن هذا البرنامج يتم تحت إشراف مباشر لنخبة من الخبراء المغاربة الذين راكموا تجارب دولية مرموقة في قطاعات استراتيجية، ويأتي في سياق رؤية ملكية بعيدة المدى تروم تخريج جيل من القادة الشباب يمتلكون مقومات وطنية راسخة وإلمامًا عميقًا بالتحولات الدولية المعاصرة. في هذا الإطار، يضطلع كل من مصطفى التراب، المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، وكريم العيناوي، رئيس مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، بدور أساسي في مواكبة هذا التكوين، مستفيدين من خلفيتهم الأكاديمية الدولية وخبرتهم الإدارية داخل كبريات المؤسسات المغربية والعالمية.

ويعتمد البرنامج على منهجية تجمع بين تنمية القدرات التحليلية والإشراف القيادي التنفيذي، وفقًا لمقاربات معتمدة في أبرز الجامعات الأمريكية، ويرتكز على إغناء المسار الأكاديمي للأمير بتجارب عملية وميدانية تحت إشراف شخصيات مرجعية في مجال الاقتصاد، الحكامة، العلاقات الدولية، والاستراتيجيات العمومية. ويعكس هذا التكوين المتقدم رغبة واضحة في تأهيل الأمير ليكون فاعلًا استراتيجيًا داخل بنية الدولة المستقبلية، يمتلك أدوات التسيير المتكامل وفهمًا عميقًا للرهانات الوطنية والدولية على حد سواء.

كما يشير التقرير إلى أن اختيار جامعة محمد السادس متعددة التخصصات (UM6P) كمحطة رئيسية في المسار الأكاديمي للأمير، لم يكن اختيارًا عرضيًا، بل يندرج في إطار هندسة متكاملة تعتمد على التعليم البحثي المتطور داخل مؤسسة مغربية ذات بُعد دولي، ما يتيح للأمير الاطلاع على أحدث المفاهيم في مجالات الدبلوماسية والاقتصاد والعلوم السياسية، دون الانفصال عن السياق المغربي.

ويرى عدد من المراقبين أن هذا النوع من البرامج التدريبية المتقدم يُشكل سابقة على مستوى الأنظمة الملكية العربية والإفريقية، حيث يتم تأهيل ولي العهد وفق تصور استباقي يزاوج بين الأصالة والانفتاح، وبين التكوين المؤسساتي والانخراط العملي، في خطوة تؤكد حرص المؤسسة الملكية بالمغرب على ضمان استمرارية الدولة بنفس القدر من الكفاءة والحكمة.

ويُعد هذا التكوين الخاص تعبيرًا واضحًا عن رهان المغرب على جيل جديد من القيادات الوطنية، المزودة برؤية استراتيجية شاملة، وقدرة على مواكبة التحولات العالمية، وهو ما ينسجم مع التوجهات الكبرى للنموذج التنموي الجديد الذي يجعل من الرأسمال البشري محورًا أساسيًا لتحقيق مغرب الغد.