سجلت مجموعة من المستشفيات والمراكز الصحية بالمملكة خلال الأسابيع الأخيرة، حالات تسمم غذائي يشتبه في ارتباط بعضها باستهلاك فواكه موسمية، مثل البطيخ الأحمر والمشمش والخوخ.
وفي غياب بلاغ رسمي يربط هذه الحالات بشكل قاطع بنوع معين من الأغذية، سارع رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى نشر مقاطع فيديو وصور تحذيرية، تزعم وجود مواد كيماوية خطرة في هذه الفواكه، خاصة “الدلاح” الذي تم الدعوة إلى مقاطعته.
وفي تفاعلها مع الموضوع، كشفت ليلى العواد، مسؤولة عن قسم التسممات الغذائية بالمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، أن المركز لم يسجل، إلى حدود الساعة، ارتفاعا غير عادي في حالات التسمم الغذائي المرتبطة بالبطيخ الأحمر، مؤكدة أن الوضع لا يدعو للقلق.
وأفادت العواد بأنه خلال كل صيف يسجل ارتفاع عام في التسممات، مشيرة إلى أن هذه التسممات لا ترتبط دائما بجودة الفواكه، بل غالبا ما تعود إلى سوء الحفظ، كتعرض الفواكه لأشعة الشمس وغياب التبريد، أو عدم غسلها بشكل جيد، إلى جانب استهلاك فواكه مقطعة مسبقا من قبل باعة متجولين.
ورصدت ذات المسؤولة لجوء بعض الضيعات غير المراقبة إلى استعمال مبيدات أو أسمدة بطرق غير سليمة، مما يزيد من احتمالية تعرض الفواكه للتلوث.
وبخصوص حالات التسمم المسجلة، أوردت المسؤولة ذاتها أنه “لا يمكن حاليا تقديم أرقام دقيقة حول التسممات الغذائية، نظرا لأن التقرير الرسمي يعد سنويا ويصدر عادة في شهر يناير من السنة الموالية”، مؤكدة أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية “تتابع الوضع ميدانيا”.
وعلى وجه العموم، سجلت المتحدثة أن المؤشرات الأولية تشير إلى أن عدد الحالات المسجلة إلى حدود الساعة يبقى في مستوى السنوات السابقة نفسه، أي في حدود 1000 حالة سنويا، تسجل غالبيتها خلال فصل الصيف.
ولتفادي المخاطر المحتملة، نصحت المسؤولة عن قسم التسممات الغذائية بالمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، المواطنين، بضرورة اقتناء الفواكه من مصادر موثوقة، وغسلها جيدا بالماء مع إمكانية إضافة القليل من الخل أو بيكربونات الصودا، وتجنب الفواكه المعروضة مقطعة في الشارع، وتخزينها في الثلاجة فور شرائها، خاصة بعد التقطيع.
وشددت ذات المتحدثة على أهمية التوجه الفوري إلى أقرب مركز صحي أو الاتصال بالمركز الوطني لمحاربة التسمم في حال ظهور أعراض مثل الغثيان أو الإسهال أو آلام في البطن.