ترقب المغاربة بين مطرقة الإغلاق وسندان تفشي السلالة الجديدة
مرت سنة على ظهور أول إصابة بكورونا بالمغرب و منذ ذلك الحين وبلادنا عرفت منعطفات تلو الأخرى كانت من أولاها إغلاق المدارس وبعدها إغلاق الحدود ليليها فرض الحجر الصحي الشامل الذي كانت تكلفته الإقتصادية و الإجتماعية ثقيلة على الدولة و المجتمع على السواء ولولا تدخل ملك البلاد و إحداث صندوق جائحة كورونا من خلال تقديم الدعم للفئات المعوزة و التي فقدت موردا للرزق و كذا التكفل بالحالات التي أصيبت بالفيروس وتوفير الكمامات بأثمنة مناسبة لكان الوضع أشد قتامة ،في وقت كانت فيه دول جد متقدمة تعيش تحث وطأة نفاد مخزونها من الكمامات ولم تعتمد بعد بروتكولا علاجيا.
كما أن اللجنة العلمية التي كانت تشرف على إعطاء البروتوكول العلاجي وتحينه بين الفينة و الأخرى كانت تشتغل في إستقالية تامة بعيدا عن أي تأثير خارجي وكان ذلك جليا حينما تم إعتماد الكلوروكين في حين أن العديد من الدول لم تسمح بإستعماله مما خلق نقاشا وجدالا علميا وطبيا بجميع أنحاء المعمور ورغم ذلك إستمر المغرب في إعتماد بروتكوله العلاجي بكل ثقة وممارسة كامل سيادته بهذا الخصوص و تفويض إتخاد القرار الصائب للجنة العلمية.
و إستطاع المغرب بفضل الحجر الصحي الشامل تجنب تداعيات هذا الوباء ،لكن كانت نقطة التحول بعدما كانت الإحصائيات تبين أنه الوضعية الوبائية متحكم فيها هو الإحتفال بعيد الأضحى و كذا العطلة الصيفية حيث كانت هاتين المناسبتين فرصة لتنقل عدد لا يستهان به من الأشخاص بين جميع أنحاء المملكة مما ساهم بشكل كبير في إنتشار الفيروس بشكل واسع حيث إمتلأت المستشفيات و كذا أقسام الإنعاش و إزدادت عدد الوفايات اليومية.
لكن من حسن الحظ أن المغرب بقيادة ملك البلاد كانت له إستراتيجية إستباقية من خلال التوقيع على إتفاقيات مع الدول التي كانت تشتغل على إنتاج لقاحات وساهم المغرب في التجارب السريرية للعديد من اللقاحات الشيء الذي أعطى للمغرب حق الأفضلية للإستفادة منها وبذلك كان من بين الدول السباقة للإستفاذة من اللقاحات في حين أن العديد من الدول كانت تشكك في فعاليتها وقد دفعت الثمن غاليا في ظل قلتها مما جعل عملية التليح بها جد بطيئة ليفتك بها كوفيد مرة أخرى في موجته الثالثة الشرسة ومما زاد الوضع سوء هو ظهور ما يعرف بالسلالة الجديدة الإنجليزية وبعدها البرازلية و الجنوب الإفريقية.
و ها نحن اليوم نوجد أمام محطة جديدة من هذا المسلسل المجهول المصير ، فبظهور السلالة المتحورة ببلادنا و مع إقتراب شهر رمضان الفضيل ، يبقى السؤال المطروح من طرف عموم المواطنين هل سيتم السماح بأداء صلاة التراويح بالمساجد و معها تمديد توقيت الإغلاق ببضعة ساعات للسماح للمقاهي و المطاعم والمحلات التجارية للأشتغال سيما أنها عانت الويلات خلال الحجر الصحي الشامل.
و أمام هذا الوضع و الصعب الكل ينتظر قرار اللجنة العلمية الذي على ضوءه سوف يتم إتخاد القرارت المصيرية حيث نوجد بين مطرقة الإغلاق وسندان تفشي الفيروس في حقيقة الأمر يبقى القرار جد صعب سيما في دولة إقتصادها جد هش يعتمد أساسا على السياحة و التي تأثرت بشكل كبير من خلال ضياع العديد من مناصب الشغل …
بقلم: عبد الكريم سدراتي