تعيش جماعة إيغرم، الواقعة بإقليم تارودانت، على وقع أزمة مائية خانقة، بعدما بلغت ندرة المياه مستويات حرجة، ما دفع السلطات المحلية إلى المرور إلى مرحلة “تدبير الندرة”، في محاولة لتوزيع المياه وفق برنامج زمني صارم لا يلبي احتياجات السكان بالشكل الكافي.
ووفق مصادر محلية، فإن الوضع أصبح يؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للساكنة، سواء القاطنين بمركز الجماعة أو في الدواوير المجاورة، حيث لا يسمح بالتزود بالماء سوى لفترة وجيزة كل 48 ساعة، ما يضاعف من معاناة الأسر والمهنيين على حد سواء.
وذكرت ذات المصادر أن أصحاب الأنشطة المهنية باتوا يضطرون بدورهم إلى تدبير الحد الأدنى من حاجياتهم اليومية، في انتظار الموعد التالي لضخ المياه، وسط استمرار موجة الجفاف الحادة التي تضرب المنطقة منذ أشهر، وانخفاض منسوب المياه الجوفية بشكل مقلق.
وفي هذا السياق، كشف الحسين أصوصو، رئيس جماعة إيغرم، أن “ندرة الموارد المائية قائمة بالمنطقة، على اعتبار أننا نتحدث عن مادة حيوية وعن احتياجات كبيرة لها، سواء للاستعمال المنزلي أو المهني”.
وأكد أصوصو أن هذه الندرة “مرتبطة بشكل مباشر بوضعية الفرشة المائية بالمنطقة، والتي تتشكل فقط مما هو أشبه بـ”خيوط مائية”، يتم استغلالها لفترات وجيزة عبر أثقاب مائية تجهز بين الفينة والأخرى”.
وأوضح المسؤول نفسه أن الجماعة كانت تتوفر على ما يصل إلى 13 ثقبا مائيا نشطا، قبل أن يتراجع العدد إلى 6 فقط، بقدرة إنتاجية تقدر بـ80 طنا يوميا، وهو ما يعني وجود عجز مائي يقدر بالثلثين، مقارنة بحجم الاحتياجات المسجلة.
وفي معرض حديثه عن الحلول الممكنة، أكد أصوصو أن جماعة إيغرم تنتظر بفارغ الصبر الاستفادة من الشطر الأول من مشروع التزود بالماء انطلاقا من “سد أولوز”، وهو المشروع الذي من المنتظر أن يشمل أيضا جماعات أخرى مثل والقاضي، سيدي أحمد أوعبد الله، والنحيت، غير أن هذا المشروع، رغم أهميته، لن يرى النور قبل مرور عامين على الأقل، ما يعني استمرار المعاناة لوقت ليس بالقصير.
وأمام هذا الوضع، لم تقف الساكنة مكتوفة الأيدي، فقد شهدت المنطقة في السنوات الأخيرة تنظيم وقفات احتجاجية متكررة، رفعت خلالها شعارات تطالب بـ”الحق في ضمان احتياجات الساكنة من المياه”، سواء للأغراض المنزلية أو المهنية.
وتعكس الأزمة المائية في إيغرم التحديات البيئية والتنموية التي تواجهها عدد من المناطق القروية وشبه الحضرية في المغرب، حيث تفرض التغيرات المناخية ونضوب الموارد الجوفية تحديات تتطلب حلولا مستدامة واستباقية.
التعاليق (0)