عاد الحديث مجددا عن الحشرة القرمزية التي تهدد نبتة الصبار، والمعروفة محليا بـ”الهندية”، بعد رصد آثارها في عدة حقول لم تخضع زراعاتها للمعالجة المنتظمة خلال السنوات الماضية.
ومع قرب بداية موسم جني الصبار، عادت المخاوف لتطفو على السطح بعد رصد مؤشرات متكررة لعودة الحشرة القرمزية، خاصة في ضواحي تارودانت وآسفي، حيث سبق أن سجلت إصابات واسعة في صيف السنة الماضية وفق تقارير رسمية.
وقد أعادت هذه الآفة إلى الواجهة تحذيرات مهنيين وخبراء من مخاطر انتشار هذه الحشرة وتأثيرها على جودة الفاكهة وسلامة استهلاكها.
تأثير الحشرة القرمزية على المحاصيل والجودة
أكدت مجموعة من الجمعيات والهيئات المدنية تسجيلها لآثار الإصابة مجددا بالحشرة القرمزية في حقول لم تخضع للمعالجة المنتظمة، ما أثار قلقا كبيرا بشأن جودة المنتوج وسلامة استهلاكه.
ونبهت الهيئات ذاتها إلى الانتشار المتسارع للحشرة القرمزية، التي تلتصق بألواح نبتة الصبار وتتغذى على عصارتها، مما يفضي إلى ذبولها وذبول الثمار قبل نضجها التام.
وحذرت هذه الجمعيات من أن أضرار هذه الآفة لا تقتصر على الجوانب الزراعية فحسب، بل تمتد لتنعكس سلبا على جودة المنتوج من حيث الطعم والقيمة الغذائية، وهو ما يفرض تحلي المستهلكين بأقصى درجات الحيطة في الموسم الحالي.
ودعت الجمعيات الفاعلة في المجال الفلاحي إلى الالتزام بخطط الوقاية المعتمدة، وعدم تسويق الثمار القادمة من الحقول المتضررة، حماية لصحة المستهلكين ولسمعة هذا المنتوج الزراعي الوطني.
مخاطر صحية تفرض الالتزام بالوقاية
سبق لعدد من الخبراء في الصحة وعلم التغذية أن أكدوا أن الخطر في استهلاك فاكهة الصبار المصابة بالحشرة القرمزية لا يكمن فقط في فقدان بعض خصائصها الغذائية، بل في إمكانية تسرب عناصر ضارة إلى جسم الإنسان، خاصة لدى الفئات الهشة كالأطفال والمصابين بأمراض مزمنة.
وأفاد هؤلاء بأن الحشرة القرمزية قد تخلف بقايا سمية على سطح الثمار أو داخلها، يصعب تبيُّنها بالعين المجردة، ما يجعل الاستهلاك العشوائي لهذه الفاكهة في غياب المراقبة الصحية مصدر قلق فعلي.
وشدد ذات الخبراء على أن تناول فاكهة الصبار المصابة قد يحمل تبعات صحية خفية، خاصة لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة أو الذين يعانون من اضطرابات هضمية مزمنة، داعين المستهلكين إلى تحري الشكل والرائحة وملمس الفاكهة قبل اقتنائها.
وإلى جانب ذلك، نصح هؤلاء بالحرص على غسل فاكهة الصبار جيدا وتنظيفها قبل التناول، حتى لو بدت خالية من العيوب الظاهرة، معتبرين أن الوقاية تبقى السبيل الأنجع لتفادي أي انعكاسات صحية غير مرغوب فيها.
وتجدر الإشارة إلى أن مساحات شاسعة من أشجار الصبار على الصعيد الوطني تواجه تهديدا كبيرا بسبب الحشرة القرمزية التي دمرت مساحات واسعة من هذه النباتات، وهي الآفة الزراعية التي تسببت في تراجع كبير في إنتاج ثمار التين الشوكي، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعارها التي تجاوزت 40 درهما للكيلوغرام الواحد.
وفي مواجهة هذه الأزمة، يراهن الفلاحون المغاربة على جهود البحث العلمي والابتكار، حيث بدأت تظهر تجارب علمية جديدة تركز على تطوير أنواع مقاومة من أشجار الصبار لمواجهة الحشرة القرمزية، وهي الجهود تعتبر بمثابة بصيص أمل لإعادة إحياء هذا القطاع الزراعي المهم والحفاظ على مصادر رزق العديد من العائلات التي تعتمد على زراعة الصبار في مناطق مختلفة من المملكة.