شرعت السلطات المحلية بمدينة أكادير في تنفيذ مشروع تأهيلٍ واسع لمحيط الملعب الكبير، استعدادًا لاستضافة مباريات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025، بميزانية تفوق 500 مليون درهم، وفق مصادر رسمية.
ويأتي هذا الورش ضمن سباقٍ مع الزمن لاحترام آجال لا تتجاوز ثلاثة أشهر، أي قبل انطلاق البطولة المقررة ما بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026. ويغطي نطاق الأشغال تهيئة الطرقات والممرات ومواقف السيارات والحدائق الحضرية، مع تجهيز فضاءات للعب والترفيه وإحداث تجهيزات حضرية حديثة وتركيب أعمدة الإنارة العمومية.
كما يشمل التدخل شبكات الصرف الصحي والمياه المعالجة والري، وتوسيع المساحات الخضراء وإعداد فضاءات الرياضة، إلى جانب تثبيت علامات التشوير وتجديد المعدات الحضرية.
وتندرج ضمن الميزانية كذلك أشغال إنجاز مسبح أولمبي وقاعات كبرى، بموجب صفقات تُشرف عليها شركة التنمية المحلية «أكادير سوس ماسة تنمية» والوكالة الجهوية الكبرى للتنقلات الحضرية بأكادير، فيما تتكفل وزارتا الداخلية والاقتصاد والمالية بالتمويل. ويأتي التسريع بعد مراجعة مخطط التهيئة الخاص بالقطب الحضري الجديد، خصوصًا المنطقة المحاذية للملعب التي لم تنل نصيبها من التهيئة منذ افتتاح المنشأة في أكتوبر 2013.
وعلى الرغم من المصادقة على المخطط في دورة استثنائية لمجلس الجماعة بتاريخ 22 يوليوز 2025، فقد سُجّل أزيد من 20 اعتراضًا إلى غاية 10 يوليوز من العام نفسه، انصبت دوافعها على الأثر المُحتمل لإنشاء طرقات جديدة وتوسيع المساحات الخضراء وإحداث مواقف سيارات وتجهيزات ملحقة، وما يترتب عن ذلك من التزامات على مستثمرين عقاريين لم يتمكنوا من استغلال عقاراتهم في الآجال المقررة. ويعوّل شركاء المشروع على إنهاء الأشغال في الآجال المحددة، ليس فقط لضمان جاهزية البنية التحتية خلال المنافسات القارية، بل أيضًا لاختبار قدرة أكادير على إنجاز تحولات حضرية كبرى في وقتٍ وجيز، بما يعكس صورة حضارية للمغرب قبيل «كان 2025» وعلى مشارف الاستحقاقات العالمية المرتبطة بـ«مونديال 2030».
وفي انتظار انقضاء فترة الورش، تراهن الجماعة وباقي المتدخلين على تقليص الاضطرابات المرورية قدر الإمكان، وفتح أجزاء من المرافق تباعًا عند اكتمالها، لضمان سلاسة التنقل إلى الملعب ومحيطه وتشجيع الإقبال على الفضاءات الجديدة بعد الافتتاح الرسمي.