بين “الكان” و”البوناني”.. السياحة المغربية على موعد مع موسم استثنائي

غير مصنف

يواصل القطاع السياحي المغربي تسجيل مؤشرات انتعاش قوية، بعدما استقبلت المملكة أكثر من 18 مليون سائح إلى حدود متم شهر نونبر، محققة بذلك زيادة تناهز 600 ألف وافد مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024، في حصيلة توصف بالقياسية قبل شهر واحد فقط من إسدال الستار على سنة 2025.

هذا الأداء الإيجابي مرشح لمزيد من التحسن مع اقتراب نهاية السنة وبداية العام المقبل، في ظل استعداد المغرب لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا، التي يعول عليها المهنيون كرافعة سياحية كبرى من شأنها إعادة تشكيل ملامح الموسم الشتوي، خاصة مع تزامنها مع عطلة نهاية السنة المعروفة بـ”البوناني”.

وتراهن مؤسسات الإيواء السياحي، لا سيما في المدن الست التي ستحتضن مباريات “كان المغرب 2025”، على دينامية استثنائية ستخلقها وفود المشجعين، والبعثات الرسمية، ووسائل الإعلام الدولية، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على نسب ملء الفنادق، وحركة النقل الجوي، وكذا على القطاعات المرتبطة بالسياحة من مطاعم، وإرشاد، ونقل، وأنشطة ترفيهية.

ويرى مهنيون أن هذا الحدث الرياضي القاري، المتزامن مع عطلة رأس السنة، يمنح الفاعلين السياحيين رؤية أوضح وضمانات عملية لاستمرار المنحنى التصاعدي، ويكرس في الآن ذاته مكانة “السياحة الرياضية” كأحد الأعمدة الاستراتيجية ضمن خارطة الطريق السياحية للمملكة.

وفي السياق ذاته، اعتبر فاعلون في القطاع أن شهر دجنبر يشكل فرصة مضاعفة لتحقيق مداخيل مهمة، بالنظر إلى ارتفاع الطلب على الإقامات السياحية خلال احتفالات نهاية السنة، سواء من طرف السياح الأجانب أو الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ما يجعل من هذه الفترة موسما حاسما لتعزيز العائدات وتحسين مؤشرات الأداء السنوي.

وعلى الرغم من ذلك، أكد المهنيون أن الرهان الحقيقي لا يقتصر فقط على الرفع من أعداد الوافدين، بل يتجاوز ذلك إلى كيفية تحويل هذا الزخم الظرفي إلى تنمية مستدامة واقتصاد سياحي متين، وهو ما يستدعي، حسب تعبيرهم، تسريع وتيرة تبسيط المساطر الإدارية، وتحسين منظومة تصنيف المؤسسات السياحية، بما يسمح بإدماج أوسع لمختلف الفاعلين ضمن الاقتصاد الرسمي.

وشدد ذات المتدخلين على ضرورة دعم وتشجيع الاستثمار المحلي، سواء في المدن الكبرى أو القرى والمناطق الجبلية، مع احترام خصوصيات كل جهة ونوعية العرض السياحي الذي تتيحه، داعين إلى تطوير منتجات متنوعة تشمل السياحة التضامنية، والإيكولوجية، والتراثية، بما يعزز جاذبية الوجهة المغربية على مدار السنة، وليس فقط خلال المواسم الذروة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً