بينها أكادير.. مدن مغربية تتصدر أفضل نظم النقل السريع بالحافلات في إفريقيا

أكادير والجهات

برزت مدن مغربية ضمن قائمة أفضل الحواضر الإفريقية التي تتوفر على نظم متقدمة للنقل السريع بالحافلات (BRT) لسنة 2025، وفق تصنيف حديث لمنصة “ذو أفريكان إكسبوننت” المتخصصة في التحليلات الاقتصادية والتصنيفات القطاعية.

ويعكس هذا التصنيف الدينامية التي يشهدها قطاع النقل الحضري بالمغرب، في ظل توجه رسمي يروم تطوير حلول مستدامة وفعالة لمواجهة تحديات التوسع الحضري والضغط المتزايد على البنيات التحتية التقليدية.

أكادير: نموذج مرن يجمع بين السياحة والتنقل الحضري

يعد نظام “ترامباص” في أكادير أحد أبرز النماذج التي تعكس مقاربة مرنة في تصميم النقل الحضري، حيث يوازن بين الطلب السياحي الموسمي واحتياجات التنقل اليومي للسكان، كما يساهم في تنظيم حركة السير داخل المدينة، خصوصا بالمحاور الحيوية التي تعرف كثافة مرورية مرتفعة خلال فترات الذروة.

وفي هذا السياق، أشاد تقرير “ذو أفريكان إكسبوننت” بممرات نظام “ترامباص” التي اختيرت بعناية لتخفيف الضغط المروري وتحسين الربط داخل المدينة، مع اعتماد أسطول حديث وممرات مخصصة ومحطات تراعي راحة الركاب وسلامتهم.

وأشار ذات التقرير إلى اعتماد النظام على معايير تشغيل حديثة تضمن الانتظام في المواعيد وسهولة الولوج، خاصة لفائدة السياح وذوي الاحتياجات الخاصة.

واعتبر المصدر نفسه أن هذا التكامل جعل من أكادير مثالا على كيفية توظيف النقل العمومي لدعم الجاذبية السياحية وجودة العيش الحضرية في آن واحد، مع تعزيز صورة المدينة كوجهة تعتمد حلولا ذكية ومستدامة في تدبير مرافقها العمومية.

مراكش: ربط ذكي بين السياحة والتنقل المحلي

على صعيد مدينة مراكش، يواصل نظام BRT، المفتوح منذ شتنبر 2017، أداءه كحل عملي لمدينة تعرف حركة سياحية مكثفة وتنقلا محليا عاليا، في سياق حضري يتسم بتداخل الأنشطة الاقتصادية والسياحية والسكنية، حيث ساهم هذا النظام في تحسين الربط بين الأحياء والمناطق الحيوية، وتقليص الاعتماد على وسائل النقل الفردية داخل المدينة.

ويركز النظام على ممرات تخدم المناطق السياحية والمسارات ذات التردد المرتفع، ما يسهم في تقليص الازدحام وتحسين انسيابية الحركة داخل المدينة الحمراء، كما يعتمد على ممرات حصرية وتقنيات تتبع فوري، بما يعزز موثوقية الخدمة وفعاليتها، ويجعلها خيارا عمليا لكل من السكان والزوار.

الدار البيضاء: أكبر الشبكات وأكثرها تقدما تكنولوجيا

عززت الدار البيضاء موقعها كقاطرة للنقل الحضري عبر نظام “الباسواي” الذي انطلق في مارس من السنة الماضية، ويعد من بين الأكبر والأكثر تطورا تكنولوجيا في القارة الإفريقية، بالنظر إلى سعته الاستيعابية العالية وامتداده عبر محاور استراتيجية داخل العاصمة الاقتصادية.

وبحسب التقرير سالف الذكر، يركز هذا النظام على ربط الضواحي المكتظة بالمراكز الاقتصادية والتجارية، مع اعتماد تتبع GPS في الزمن الحقيقي وبنية تحتية حديثة للمحطات، ما يرفع من كفاءة التشغيل ويحسن تجربة المستخدمين، ويحد من الفوارق في الولوج إلى فرص الشغل والخدمات.

وأكد ذات المصدر أن المغرب يتميز في شمال إفريقيا بتبني نهج متكامل في تطوير نظم BRT، يجمع بين الاستثمار في البنية التحتية، والتكنولوجيا، والحكامة الجيدة، وهي مقاربة لا تكتفي بتخفيف الازدحام، بل تدعم أيضا التخطيط الحضري، وترفع الإنتاجية الاقتصادية، وتعزز أهداف التنمية المستدامة.

وخلص المصدر نفسه إلى أن تجارب أكادير ومراكش والدار البيضاء ترسخ مكانة المغرب كفاعل إقليمي رائد في مجال النقل الحضري المنظم وعالي السعة، مقدما نموذجا عمليا للتخطيط المنسق والتنفيذ المرن في القارة الإفريقية.