انتعاش مخزون السدود بالمغرب خلال أسبوعين وحوض سبو في الصدارة

أخبار وطنية

سجّل مخزون السدود بالمغرب انتعاشاً ملحوظاً خلال الأسبوعين الأخيرين، مدعوماً بتوالي التساقطات المطرية والثلجية بعدد من الأحواض المائية، حيث ارتفعت نسبة الملء الإجمالية إلى 36,07 في المائة إلى غاية اليوم الجمعة، مقابل 31,06 في المائة في العاشر من دجنبر الجاري، وفق معطيات رسمية صادرة عن المديرية العامة لهندسة المياه التابعة لوزارة التجهيز والماء.

وأظهرت نشرات الحالة اليومية للسدود أن هذا التحسن، رغم طابعه المتفاوت بين الأحواض، انعكس بشكل إيجابي على المخزون المائي الوطني، خاصة بأحواض الشمال والشمال الغربي، في مقدمتها حوض سبو، الذي عاد ليؤكد مكانته كخزان مائي استراتيجي للمملكة.

واردات تفوق مليار متر مكعب منذ بداية الموسم

وفي تصريح توضيحي، أكد الخبير الدولي في الموارد المائية محمد بازة أن “إجمالي الواردات المائية التي استقبلتها السدود منذ فاتح شتنبر، تاريخ بداية الموسم المائي، تجاوزت ملياراً و350 مليون متر مكعب”، مشيراً إلى أن حوالي 950 مليون متر مكعب من هذه الكمية تم توجيهها لمختلف الاستعمالات، خاصة الماء الصالح للشرب والري.

وأوضح بازة أن “الفرق المتبقي يمثل أول زيادة صافية فعلية في احتياطي السدود منذ بداية الموسم، وهو مؤشر إيجابي يعكس بداية تحسن الوضعية المائية، وإن كان لا يزال غير كافٍ لتجاوز آثار سنوات الجفاف المتتالية”.

سبو في الصدارة.. وأرقام “مطمئنة”

وحسب المعطيات الرسمية، واصل حوض سبو تسجيل أعلى الواردات المائية على الصعيد الوطني، حيث استقبل سد الوحدة، أكبر سد بالمملكة، ما يفوق 23 مليون متر مكعب خلال 24 ساعة فقط، لترتفع نسبة ملئه إلى حوالي 45,9 في المائة.

كما يساهم سد إدريس الأول بدوره في تعزيز هذه الدينامية، بما يضمن استمرارية تزويد المناطق السقوية الكبرى، خاصة سهلي السايس والغرب، ويخفف الضغط عن الموارد المائية السطحية والجوفية.

أبي رقراق يؤمّن الماء الشروب للمحور الساحلي

وفي حوض أبي رقراق، الذي يشكل ركيزة أساسية لتأمين الماء الصالح للشرب للمحور الساحلي، بلغت نسبة ملء سد سيدي محمد بن عبد الله حوالي 86,9 في المائة، بعد تسجيل واردات يومية تناهز 20,2 مليون متر مكعب.

وتُعد هذه النسبة، بحسب منصة “الما ديالنا”، مؤشراً على وضعية “مريحة وآمنة” لتزويد مدن الرباط والدار البيضاء وضواحيهما، مع تقليص الاعتماد على محطات تحلية المياه وربط الأحواض.

أم الربيع وملوية.. تعافٍ بطيء بعد العجز

في المقابل، لا تزال أحواض الوسط والشرق، وعلى رأسها أم الربيع وملوية، تسجل نسب ملء أقل مقارنة بأحواض الشمال، رغم بداية تعافٍ تدريجي.

فقد بلغت نسبة ملء سد أحمد الحنصالي حوالي 19,8 في المائة، وسد بين الويدان نحو 14,7 في المائة، وهي نسب تعكس استمرار تأثير العجز التراكمي الناتج عن سنوات الجفاف، رغم تسجيل واردات تقدر بحوالي 14 مليون متر مكعب خلال الفترة الأخيرة.

أما سد محمد الخامس بشرق المملكة، فقد بلغ معدل ملئه حوالي 29 في المائة، مستفيداً من واردات قدرت بنحو 4,3 ملايين متر مكعب، ما يساهم في دعم تزويد مدن وجدة وبركان والناظور بالماء الشروب، وإن بوتيرة حذرة.

سدود صغرى بلغت الملء التام

وأبرزت المعطيات نفسها أن عدداً من السدود الصغرى والتلية بلغت أو قاربت نسبة الملء التام (100%)، من بينها سد النخلة، وسد شفشاون، وسد الشريف الإدريسي، وسد بوهودة، إضافة إلى سدود أخرى اقتربت من الامتلاء الكامل مثل سد أيت مسعود وسد الدورات.

ويرى مختصون أن امتلاء هذه السدود، رغم سعتها المحدودة، يشكل دعماً مهماً للفرشات المائية المحلية والأنشطة الفلاحية المجاورة، خاصة في المناطق القروية.

آفاق مرتبطة باستمرار التساقطات

وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية استمرار التساقطات المطرية والثلجية خلال الأيام المقبلة بعدد من أقاليم المملكة، ما قد يساهم في رفع المخزون المائي بشكل أكبر، سواء عبر الجريان السطحي أو ذوبان الثلوج لاحقاً.

غير أن خبراء يشددون على أن هذا التحسن، رغم أهميته، يظل “مرحلياً” ويستدعي مواصلة ترشيد استعمال المياه وتسريع تنزيل مشاريع التحلية والربط بين الأحواض، لضمان أمن مائي مستدام في ظل التقلبات المناخية المتزايدة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً