أثار ارتفاع وتيرة الإصابة بمرض الحصبة، المعروف شعبيا بـ “بوحمرون” في مختلف مناطق المملكة، مخاوف المغاربة من مغبة عودة الحجر الصحي للبلاد.
ووفق معطيات نشرتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، مؤخرا، فإن هذا المرض تسبب منذ أكتوبر 2023، في إصابة حوالي 19 ألف و515 حالة إصابة، بمعدل 52,2 حالة لكل 100,000 نسمة، في حين أن عدد الوفيات نتيجة مضاعفات هذا المرض بلغ خلال نفس الفترة، 107 حالات، نصفها في صفوف الأطفال دون 12 سنة.
ويرى خبراء في الطب أن فيروس الحصبة لا يقتصر على إصابة الجهاز التنفسي والجلدي والعصبي فقط، بل تكون له تأثيرات على الجهاز الهضمي.
في هذا السياق، أفادت الدكتورة نجاة خليل، اختصاصية في أمراض الجهاز الهضمي والكبد، إنه بمجرد دخول فيروس الحصبة إلى الجسم يبدأ بالتكاثر في الخلايا الظهارية المبطنة للجهاز التنفسي العلوي، ثم ينتقل إلى العقد اللمفاوية ومنها إلى الدورة الدموية ليصيب الجهاز الهضمي في مرحلة متقدمة.
وأوضحت الدكتورة خليل أن الفيروس يؤثر على الجهاز الهضمي عبر دخوله إلى الخلايا المعوية وارتباطه بمستقبلات محددة على الخلايا الظهارية، ما يسبب تدميرا مباشرا للخلايا المبطنة للأمعاء وفقدان طبقة الحماية التي تمنع اختراق الجراثيم والسموم.
ونبهت ذات المتحدثة إلى أن هذا الأمر يؤدي إلى تسرب الجزيئات الضارة إلى مجرى الدم، بالإضافة إلى التحفيز الالتهابي الناجم عن إفراز السيتوكينات التي تغير وظيفة الخلايا وتؤثر على حركة الأمعاء، مع تلف الحاجز المخاطي المغطي للأمعاء.
ومن جهته، شدد الدكتور سعيد عفيف، اختصاصي في طب الأطفال، على أهمية اللقاح لمكافحة هذا المرض الذي بدأ يغزو بلادنا، داعيا الأسر المغربية إلى التسريع من وتيرة التطعيم والتحقق من استكمال جرعات اللقاح لضمان حماية شاملة.
وأكد عفيف أن مرض الحصبة فيروس ينتشر بسرعة، والحل الوحيد للحد منه هو اللقاح، مشيرا إلى أن الإصابات الكثيرة بهذا المرض التي عرفتها عدة سجون بالمملكة تؤكد أن الوباء خطير ومعد وسريع الانتشار، إذ يمكن لمصاب واحد أن ينقل العدوى إلى 12 أو 18 شخصا آخر.
وتبعا لذلك، ناشد عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد 19، الأسر المغربية مراقبة الدفتر الصحي لأبنائهم للتأكد من أن الطفل تلقى جرعتين من اللقاح، حتى نعود إلى التغطية التي كنا عليها سابقا.
يذكر أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أطلقت حملة واسعة للتحسيس بمضاعفات مرض “بوحمرون” الخطيرة بعدما بدا لافتا انتشاره في الآونة الأخيرة، وذلك تحت شعار: “بوحمرون خصنا نوقفوه بالتلقيح نقدروا نحاربوه”.
وأطلقت الوزارة عبر منصاتها للتواصل الاجتماعي فيديوهات تحمل وصلات تحسيسية للمواطنين بالإضافة إلى ملصقات تحذيرية من المرض، تكشف فيها عن جملة من الإجراءات الصحية الوقائية التي وجب اتباعها من المصابين بالمرض.
وأكدت وزارة الصحة أن الحملة الوطنية لمراجعة واستدراك التلقيح ضد مرض الحصبة مازالت مستمرة، كما دعت المواطنين إلى زيارة أقرب مركز صحي لاستدراك التلقيح وحماية أطفالهم من الأمراض.
التعاليق (0)