يتجه المكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF) نحو إطلاق مرحلة تحول كبرى في البنية التحتية للنقل بالمغرب، وذلك من خلال المضي قدماً في مشروع خط القطار فائق السرعة (TGV) الذي سيربط مدينة مراكش بمدينة الصويرة. هذا المشروع الطموح لا يمثل مجرد إضافة لشبكة السكك الحديدية، بل يعد خطوة استراتيجية لـتسهيل حركة التنقل بين هاتين الوجهتين السياحيتين الهامتين.
الهدف الأبرز من هذا الإنجاز هو تقليص مدة الرحلة بين مراكش والصويرة إلى أقل من ساعة، مما سيغير بشكل جذري تجربة السفر للمواطنين والسياح على حد سواء. وسيمر القطار بمحاذاة مدينة شيشاوة، مما يعزز الربط الجهوي للمنطقة.
وقد أكد وزير النقل، عبد الصمد قيوح، في عرض قدمه أمام لجنة برلمانية، على الأبعاد الاستراتيجية للمبادرة، مشيراً إلى دورها المحوري في تحديث وتطوير قطاع النقل الوطني.
بعيداً عن الجانب التقني، يحمل مشروع القطار فائق السرعة بين مراكش والصويرة وعداً بتحقيق دفعة قوية للاقتصاد والسياحة في المنطقة. من المتوقع أن يسهم هذا الربط السككي المتطور في جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، و زيادة النشاط السياحي المتبادل بين مدن الجهة، فضلا عن تحفيز التنمية المحلية وخلق فرص عمل جديدة.
و لا يختصر هذا الخط على ربط المدينتين فحسب، بل هو جزء أصيل من الرؤية الوطنية الكبرى لتمديد شبكة القطار فائق السرعة نحو الجنوب، ما يؤكد التزام المملكة بتطوير بنيتها التحتية للنقل لمواكبة المعايير العالمية.
و تشير المصادر الرسمية إلى تحقيق تقدم ملموس، حيث أن الدراسات التفصيلية الخاصة بالمقطع الرابط بين مراكش والصويرة تجاوزت نسبة 60% من الإنجاز، كما تم الشروع في عمليات نزع الملكية اللازمة لتأمين المسار المحدد لهذا الخط الحيوي، مما يدل على الانتقال إلى مرحلة التنفيذ الفعلي على أرض الواقع.
هذا المشروع يضع المغرب بثبات على خارطة الدول التي تستثمر في النقل المستدام والسرعة الفائقة، مما يعد بتغيير وجهة المنطقة للأفضل.
التعاليق (0)