المغرب وريادة المناخ الإفريقي: رؤية ملكية تُعزز مكانة المملكة إقليميًا ودوليًاأخبار وطنية

المغرب وريادة المناخ الإفريقي: رؤية ملكية تُعزز مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا

في لحظة مفصلية من تاريخ القارة الإفريقية، تتجدد الإشادة الدولية والإفريقية بالدور الريادي الذي تضطلع به المملكة المغربية في ملف التغير المناخي، بفضل الرؤية الاستراتيجية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. فقد شكلت القمة الإفريقية الثانية حول المناخ، المنعقدة من 8 إلى 10 شتنبر الجاري بأديس أبابا، منصة جديدة لتكريس هذه الريادة، ولتأكيد المكانة المتنامية للمغرب كفاعل أساسي في بناء مستقبل إفريقي أكثر استدامة وأمانًا بيئيًا.
منذ مؤتمر الأطراف الثاني والعشرين (كوب 22) الذي احتضنته مدينة مراكش سنة 2016، أطلق المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك ايده الله ، سلسلة من المبادرات المهيكلة التي أعادت توجيه بوصلة العمل المناخي على مستوى القارة. فقد جاءت اللجان الإفريقية الثلاث للمناخ – لجنة حوض الكونغو، ولجنة الساحل، ولجنة الدول الجزرية – كأول تجسيد ملموس لإرادة ملكية سامية تهدف إلى تمكين الدول الإفريقية من آليات تنسيق إقليمي فعالة، ومقاربات عملية لمواجهة التحديات المناخية المتصاعدة.
إن الإشادة التي تضمنها الإعلان الختامي للقمة الأخيرة ليست فقط تكريمًا للمغرب، بل هي اعتراف جماعي بنجاعة النموذج المغربي الذي يجمع بين الالتزام السياسي على أعلى مستوى، والقدرة على ترجمة هذا الالتزام إلى مبادرات ملموسة وناجعة. فقد أعادت هذه القمة التذكير بالدور الحيوي للمبادرات الملكية السامية، داعية المجتمع الدولي إلى دعمها وتوسيع نطاقها، انسجامًا مع القرار رقم 855 الصادر عن قمة الاتحاد الإفريقي في فبراير 2023.
وفي سياق متصل، سلطت القمة الضوء على مبادرات مغربية أخرى تكرس الأبعاد الاجتماعية والتنموية للعمل المناخي، مثل المبادرة الإفريقية للتكيف، والمبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة، ومبادرة “تكيف الفلاحة الإفريقية”، التي تُعد نموذجًا متقدمًا للتفاعل بين قضايا الأمن الغذائي والتغيرات المناخية، من خلال تعزيز التدبير المستدام للأراضي، وتوفير مياه الري، ونشر التكنولوجيا الفلاحية الملائمة.
الحضور المغربي القوي في هذه القمة، والذي مثّله السفير محمد عروشي، الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي، يعكس الالتزام المستمر للمملكة في المحافل الدولية والإفريقية بقضايا المناخ والتنمية المستدامة، ويؤكد أن هذا التوجه ليس ظرفيًا أو مناسباتيًا، بل هو خيار استراتيجي متجذر في التوجهات الملكية السامية.
لقد أصبحت الدبلوماسية المناخية المغربية، بفضل القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصرهالله ، ركيزة أساسية في تعزيز مكانة المغرب كقوة إقليمية فاعلة وذات مصداقية. ومما لا شك فيه، أن هذا الحضور القيادي يُعزز من تموقع المغرب كجسر بين الشمال والجنوب، وكصوت إفريقي أصيل ينقل تطلعات القارة إلى المنتديات العالمية.

خلاصة القول

المبادرات المناخية المغربية، التي انطلقت من مراكش لتصل أصداؤها إلى أديس أبابا، تُجسد رؤية ملكية استراتيجية تؤمن بأن مستقبل إفريقيا لا يمكن أن يُبنى إلا بإرادة إفريقية خالصة، وبقيادة رشيدة تؤمن بالعمل الملموس والتضامن الفعلي. فالمغرب، بقيادة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس خفظه الله ، يواصل ترسيخ ريادته كفاعل ملتزم ومؤثر في قضايا المناخ، حريص على أن تبقى إفريقيا في قلب التحولات العالمية لا على هامشها.