الجفاف يدفع الكسابة إلى بيع الإناث رغم الدعم الحكومي

مجتمع

تزامن إعلان موعد صرف الشطر الأول من الدعم المخصص لمربي الماشية مع تصاعد المخاوف في الأوساط المهنية من “تنامي عمليات بيع الإناث”، رغم استقرار أسعار المواشي في الأسواق.

وأكدت مصادر مهنية أن تأثيرات الجفاف المنتظرة خلال هذا الموسم تدفع العديد من “الكسابة” إلى التفكير في بيع الإناث لتجنب الخسائر، رغم صرف الدعم الحكومي، مشيرة إلى أن طريقة صرف الدعم على شكل أشطر، بدءا من نونبر، تهدف إلى التخفيف من هذا السلوك وتشجيع المربين على الاحتفاظ بقطعانهم.

وترى المصادر ذاتها أن استمرار الجفاف يفاقم معاناة المربين، ما يدفع البعض إلى اللجوء للبيع كخيار اضطراري، حفاظا على استمرارية النشاط الفلاحي، غير أن المهنيين يؤكدون أن هذا الوضع، رغم خطورته، لن يؤثر على وفرة الأضاحي خلال عيد الأضحى المقبل.

وفي المقابل، اعتبرت الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز (Anoc) أن “الدعم قد يدفع الكسابة للتراجع عن عمليات البيع الجارية حاليا”.

وفي هذا السياق، كشف عبد الرحمن المجدوبي، رئيس الجمعية، أن “الأمر مرتبط بتوصل الكسابة بالدفعة الأولى من الدعم ومدى تأثيره على نسق البيع الحالي جراء استمرار تأثيرات الجفاف”، مضيفا أن “ما يثير الدهشة هو النسق المرتفع لعمليات بيع الأغنام في الوقت الحالي مقابل استمرار غلاء أسعار اللحوم الحمراء بمحلات الجزارين”.

وأشار المجدوبي إلى أن تفعيل الدعم قد يسهم في الحد من وتيرة بيع المواشي، ولو بشكل مؤقت، مسجلا أن عمليات البيع متنامية حاليا، في ظل استمرار تأثيرات الجفاف على الكسابة، وذلك بشكل يومي.

ويظهر الوضع الحالي أن الجفاف المتواصل بات يشكل تحديا حقيقيا لمستقبل تربية الماشية بالمغرب، رغم الجهود الحكومية الرامية إلى دعم المربين والحفاظ على الثروة الحيوانية، فرغم أن الدعم يظل عاملا مهما لتخفيف الأعباء، إلا أن استدامة هذا القطاع تتطلب حلولا هيكلية أعمق، تشمل تحسين تدبير الموارد المائية، وتطوير نظم الأعلاف، ودعم تجديد القطيع الوطني.