التحذيرات ترافق تفشي ظاهرة الانحراف والتسول بمدينة أكادير

أكادير والجهات

تحولت بعض أحياء مدينة أكادير، في الآونة الأخيرة، إلى بؤر مشتعلة بظواهر الانحراف وتعاطي المخدرات، الأمر الذي يثير قلق الساكنة ويهدد أمن المواطنين والزوار على حد سواء.

وأصبح شارع عبد الله الكرسيفي بحي الهدى، خاصة على مستوى بلوك “ل”، نموذجا صارخا لهذه الظواهر، حيث يجتمع عدد من المنحرفين وذوي السوابق العدلية يوميا، لتعاطي المخدرات ومضايقة المارة دون خوف أو رادع.

وفي هذا السياق، عبرت ساكنة الحي عن استيائها المتزايد من هذه الممارسات، حيث أصبح الخروج من المنازل بمثابة مصدر قلق، بفعل كثرة المتربصين الذين يترصدون المارة لاستدرار عطفهم وسلبهم دريهمات معدودة تحت يافطة الحاجة والتسول.

ورغم تصاعد منسوب شكايات الساكنة في الواقع وفي العالم الافتراضي، إلا أن التجاوب ظل محدودا أو يكاد يكون منعدما، وهو ما أدى إلى تفاقم هذه الظاهرة خلال الصيف الجاري.

والأخطر من ذلك، أن انتشار المتسكعين والمتسولين، خاصة من فئة الشباب والمراهقين، لم تعد مقتصرا على حي الهدى فقط، بل امتد ليشمل أحياء أخرى من المدينة، بما في ذلك المنطقة السياحية التي تعد الواجهة التي يفترض أن تعكس صورة مشرفة عن مدينة أكادير.

وأمام هذا الوضع، أصبح زوار المدينة، وخاصة الأجانب، هدفا سهلا لهذه الفئة، حيث يتم استدراجهم بطرق عاطفية لانتزاع مبالغ مالية منهم، ما يترك انطباعا سلبيا لدى العديد من السياح ويؤثر سلبا على سمعة المدينة كوجهة سياحية آمنة ومرحبة.

ومن جهة أخرى، يلاحظ أن هذه الفئة تنتشر في أحياء المدينة في غياب شبه تام لأي رقابة مستمرة أو تدخلات أمنية رادعة، وهو ما دفع بعض السكان للتحذير من تساهل الجهات المعنية مع هذه السلوكيات، لأن ذلك قد يشجع على المزيد من الفوضى، ما يهدد بانفلات أمني قد تكون له عواقب وخيمة على المدى القريب والبعيد.

وأمام هذا الوضع، يطالب سكان مدينة أكادير بتدخل السلطات الأمنية لتعزيز التواجد الأمني في المناطق الحساسة وتشديد المراقبة، خصوصا في محيط الفضاءات العامة والمناطق التي تعرف حركة سياحية كثيفة، مع التأكيد على ضرورة تبني مقاربة شاملة تمكن من معالجة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع بعض الشباب إلى هذه السلوكيات.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً