تعرف داخلية الثانوية التأهيلية الفضيلة، التابعة لجماعة “تافنكولت” بإقليم تارودانت، وضعا مقلقا بسبب الاكتظاظ الكبير الذي تعاني منه خلال السنوات الأخيرة، نتيجة الارتفاع المتزايد في عدد التلاميذ الممنوحين المتمدرسين بالمؤسسة، مقابل محدودية الطاقة الاستيعابية للداخلية سواء على مستوى الإيواء أو الإطعام.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن الطاقة الاستيعابية الحقيقية للداخلية، وفق المعايير التقنية المعمول بها، لا تتجاوز حوالي 250 نزيلا، في حين أنها تؤوي حاليا ما يقارب 560 مستفيدا، أي أكثر من ضعف قدرتها الاستيعابية، ما انعكس سلبا على ظروف إقامة التلاميذ وجودة الخدمات المقدمة لهم.
وأفرز هذا الوضع اكتظاظا واضحا داخل غرف الإيواء، الأمر الذي اضطرت معه إدارة المؤسسة إلى إضافة أسرة تفوق الطاقة الحقيقية للغرف، في محاولة لضمان إيواء جميع التلاميذ الممنوحين، كما لجأت إلى اعتماد مبدأ التناوب في أوقات الوجبات الغذائية، بسبب الضغط الكبير على مرافق الإطعام.
وأمام هذا الوضع، عبر عدد من الآباء وأولياء الأمور عن قلقهم الشديد وخوفهم على أبنائهم، معتبرين أن ظروف الاكتظاظ الحالية لا تضمن لهم السلامة الجسدية ولا النفسية، وقد تؤثر سلبا على تركيزهم وتحصيلهم الدراسي.
ونبه هؤلاء إلى أن الاكتظاظ داخل الغرف وفضاءات الإطعام بالداخلية يحرم التلاميذ من الحد الأدنى من الراحة والسكينة الضروريتين لمتابعة دراستهم في ظروف ملائمة، علما أن أغلبهم ينحدرون من مناطق قروية بعيدة ويعتمدون كليا على هذه المؤسسة في مسارهم التعليمي.
وتبعا لذلك، طالب الآباء وأولياء الأمور الجهات الوصية بالتدخل العاجل من أجل توسيع جميع مرافق الداخلية، بما يشمل غرف الإيواء، المطعم، المرافق الصحية، مع تعزيز الموارد البشرية والتجهيزات الضرورية، وذلك لضمان جو تربوي سليم يساهم في تحسين ظروف التمدرس والرفع من جودة التحصيل الدراسي.
ويبقى أمل الأسر معقودا على استجابة سريعة وفعالة تعيد الاعتبار لهذه الداخلية، باعتبارها رافعة أساسية لمحاربة الهدر المدرسي وضمان تكافؤ الفرص في التعليم بإقليم تارودانت.


التعاليق (0)