بينما يواجه رئيس الحكومة عزيز أخنوش انتقادات شعبية واسعة، لا يزال حزب التجمع الوطني للأحرار يعكف على إعادة ترتيب أوراقه في العاصمة الاقتصادية، في خطوة تعد تحضيرًا مبكرًا لمعركة الانتخابات التشريعية المقبلة في 2026. ورغم التوترات الداخلية التي تعيشها مكونات الأغلبية الحكومية، بقي الحزب يحافظ على تماسكه التنظيمي، مستفيدًا من الوضع السياسي الراهن.
مصادر مطلعة كشفت أن أخنوش، الذي يتولى قيادة الحزب في نفس الوقت الذي يقود فيه الحكومة، تلقى في الآونة الأخيرة تقارير من برلمانيين ومناضلين أبدوا فيها انزعاجهم من احتكار بعض القيادات لمساحة التواصل مع القيادة المركزية، إضافة إلى تراجع أداء العديد من المنتخبين المحليين، خصوصًا في مدينة الدار البيضاء. وهذا التململ دفع الحزب إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإعادة إشراك قواعده وتفعيل دوره في الساحة السياسية.
وفي رد فعل سريع على هذه المعطيات، قرر الحزب إطلاق جولة تنظيمية جديدة، مشابهة لحملة “100 يوم في 100 مدينة” التي نظمها قبيل انتخابات 2021. ومن المرتقب أن تنطلق هذه الحملة بعد شهر رمضان، مع التركيز على توجيه الجهود نحو تقوية الحضور السياسي للحزب في مختلف جهات المملكة، وبالأخص في المناطق التي تعاني من غياب التأثير الفعلي.
وتسعى قيادة الحزب إلى ضخ دماء جديدة في صفوفه، خاصة في الدار البيضاء، من خلال إحداث تغييرات على مستوى المسؤولين المحليين الذين فشلوا في تحقيق النتائج المرجوة. سيتم تعويض هؤلاء بوجوه جديدة، بما في ذلك الكفاءات الشابة، المقاولين، ومغاربة العالم، وهو ما يندرج ضمن استراتيجية إعادة انتشار حزبي تستهدف تحفيز العضوية وزيادة التفاعل المحلي، استعدادًا للاستحقاقات الانتخابية في 2026.
وتأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه الساحة السياسية بالدار البيضاء نشاطًا غير مسبوق، حيث تنشط مختلف الأحزاب في تحركات مبكرة قد تؤشر على بداية السباق نحو الانتخابات. ورغم أن الأجواء السياسية تبقى مشوبة بالحذر، فإن التحركات التي يشهدها الحزب تؤكد أن الأحرار يسعون لإعادة التموضع، مستغلين الظروف الراهنة لتعبئة قواعدهم استعدادًا للمرحلة المقبلة.
التعاليق (0)