بقلم : امينة ابن الشيخ أوكدورت
في افتتاح كأس إفريقيا، لم يكن المغرب يفتح مجرد بطولة رياضية، بل يعرض للعالم عمق حضارته وهوية أمته. الحفل تحول إلى مسرح حي للثقافة الأمازيغية، حيث الأهازيج، والرموز، والألوان، والإيقاعات، جميعها تحسد هويتنا الامازيغية المتجذرة في أعماق التاريخ.
نعم، إن توظيف الثقافة الأمازيغية لم يكن زخرفة فنية، بل رسالة حضارية قوية تقول إن المغرب في قلب إفريقيا، وهو جزء أصيل من التاريخ الإنساني للعالم. وحين استحضر الحفل حقيقة أن المغرب هو مهد البشرية وأصل الإنسان، بإشارة واضحة إلى جبل إيغود، الشاهد العلمي على أقدم إنسان عاقل، أصبح الحدث أكثر من مجرد افتتاح، بل هو إعلان عن الأصالة الأمازيغية التي تشكّل أساس الهوية المغربية الإفريقية. هذا العمق التاريخي والثقافي حضر بكل فخر في كل لحظة من الحفل، ليؤكد للعالم أن المغرب يشارك إفريقيا إرثها البشري والثقافي من جذوره الأولى.
وما زاد الحفل بهجة وسيادة، كان حضور صاحب السمو الملكي الأمير وولي العهد مولاي الحسن، حيث غمرت ابتسامته الصادقة وتفاعله الإيجابي، وجوه الحضور. تلك اللحظة كانت تجسيدًا للفخر المغربي والأفريقي معًا، في هذا الحفل، تلاقى الفن، التاريخ، والثقافة الإفريقية الأصيلة في لوحة واحدة، لتقول بصوت عالٍ، هذا المغرب، هذه إفريقيا، وهذه الأمازيغية – قلب حضارة القارة وروحها النابضة.
