ألسنة اللهب تلتهم شاحنة إرساليات، و تقطع طريق تيزنيت – الداخلة

IMG 20250516 WA0128 حوادث


في صباح اليوم الجمعة، استيقظت منطقة ثلاث أوخنتور التابعة لجماعة سيدي بوعبدلي بإقليم تيزنيت على مشهد مروع هز أركان الهدوء الذي يلف عادة هذه الربوع.
فقد اندلع حريق مهول في شاحنة ضخمة مخصصة لنقل الإرساليات، لتتحول في لحظات إلى كتلة ملتهبة من النيران والدخان الكثيف الذي تصاعد في السماء كعلامة سوداء تنذر بفاجعة.

كانت الشاحنة، التي تحمل شعار إحدى الشركات الرائدة في مجال نقل البريد السريع والإرساليات، تشق طريقها بثبات نحو مدينة كلميم، حاملة على متنها آمال وتطلعات العديد من الأفراد والشركات. لكن القدر كان يخبئ لها ولحمولتها مصيراً آخر على الطريق السريع الذي يربط تيزنيت بالداخلة، الشريان الحيوي الذي يغذي جنوب المملكة بالحياة والحركة التجارية.

وفي ظروف لا تزال قيد التحقيق، بدأت ألسنة اللهب تتصاعد من الشاحنة بشكل مفاجئ وسريع، لتلتهم هيكلها المعدني القوي وحمولتها القيمة في مشهد مؤلم.
لم يمهل الحريق السائق أو المرافقين له فرصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، حيث تحولت الشاحنة في وقت وجيز إلى رماد متناثر، تاركة وراءها خسائر مادية فادحة تقدر بملايين السنتيمات.

هذا، و سارعت عناصر الوقاية المدنية إلى مكان الحادث فور إخطارها، وبذلت جهودًا مضنية في محاولة لاحتواء النيران المتصاعدة التي خلفت وراءها مشهدًا يعكس حجم الخسائر المادية التي لحقت بالشركة المالكة وبالجهات المرسلة والمستقبلة للإرساليات.

لحسن الحظ، وفي خضم هذا الهول، سجلت الأقدار نقطة ضوء تبعث على الارتياح، حيث لم يسفر الحريق عن أي خسائر بشرية. فقد نجا سائق الشاحنة ومرافقه بأعجوبة من ألسنة اللهب، ليقتصرا على صدمة الحادث وهول المشهد الذي عايشاه.

يبقى هذا الحادث المؤلم بمثابة جرس إنذار يدق ناقوس الخطر حول ضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر أثناء نقل البضائع والإرساليات عبر الطرق السريعة. كما يثير التساؤلات حول أسباب اندلاع مثل هذه الحرائق المفاجئة، ويستدعي فتح تحقيق معمق للكشف عن ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات، لتفادي تكرار مثل هذه الفواجع التي تكبد الاقتصاد الوطني خسائر مادية ومعنوية كبيرة وتعطل مصالح المواطنين.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً