تعيش ضفة واد سوس أمام حي الأمل في النفوذ الترابي لدائرة تيكوين الحضرية (أخليج) يوميا ومع حلول الظلام حرائق ذات صلة بالأنشطة المهنية التي تزاولها بعض المستودعات المسيجة الواقعة بالمنطقة.
ودقت ساكنة حي الأمل بأيت ملول والأحياء المطلة على واد سوس ناقوس الخطر بشأن المعاناة اليومية المتجددة التي تعيشها نتيجة هذه الأنشطة، والتي تتعلق أساسا بحرق إطارات العجلات المطاطية.
وحسب ما أوردته الساكنة، فإن سماء المنطقة تمتلئ ليلا بسحب الدخان الأسود والنيران التي تضيء مجرى الوادي بألسنتها، وبعدها بلحظات تبدأ الروائح الكريهة بالانتشار، حارمة سكان الحي والأحياء المجاورة من استنشاق الهواء النقي.
وأكد المتضررون أن هذا المشهد يتكرر يوميا، منتقدين عدم تدخل السلطات المحلية بدائرة تيكوين للحد من هذه المعاناة، رغم العديد من الشكايات والتدخلات التي تقوم بها الساكنة منذ سنة 2017.
وأشار المتضررون إلى أن الساكنة المجاورة تعاني من الأمراض الصدرية والتنفسية والحساسية، لافتين إلى أن هذه الأعراض منتشرة بشكل كبير بين سكان حي الأمل والأحياء المجاورة، ومنها تمزارت تمرسيط، باعتبارها أكثر المناطق التي تشهد عمليات الحرق.
وشدد المتضررون على أن أنشطة هذه المستودعات تضرب في العمق الجهود التي يبذلها المغرب في مجال البيئة، كما تتناقض مع الخطابات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي مافتئ يؤكد من خلالها على ضرورة الاهتمام بالبيئة والمناخ وكذالك التحديات التي تخوضها بلادنا في هذا الصدد منذ احتضان قمة المناخ بمراكش Cop 22.
واعتبر هؤلاء أن الصمت على ما أسموه بـ”الجرائم البيئية” لا يمكن تفسيره إلا بالتواطئ، لأن تلك الحرائق أصبحت نشاطا يوميا ومنظما يتم داخل المستودعات السالف ذكرها، وعلى ضفة الوادي، في استهتار خطير بصحة المواطنين وسلامتهم.
وحملت الساكنة كامل المسؤولية للسلطات الإقليمية بعمالة أكادير إداوتنان والسلطات المحلية بدائرة تيكوين بشأن التداعيات الصحية والبيئة الوخيمة لهذا الموضوع، موجهة ندائها لوزير الداخلية من أجل التدخل بشكل عاجل لوقف تداعيات هذه “الكارثة”.