كشف نور الدين كسى، المدير الجهوي للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي سوس ماسة، معطيات هامة بخصوص وضعية قطاع الماء و المشاريع المتعلقة به في جهة سوس ماسة، وذلك خلال الاحتفال باليوم العالمي للماء بمقر ولاية الجهة، صباح يوم الجمعة 22 مارس الجاري.
في هذا السياق، أفاد كسى، بأن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي يعمل على تطوير آليات الحكامة المتعلقة بالماء، وذلك من خلال تعبئة المياه غير التقليدية عبر تحلية مياه البحر واستخدام المياه العادمة المعالجة، إضافة إلى اعتماد أنظمة السقي المقاومة للتغيرات المناخية.
فبخصوص برامج القطاع الفلاحي المرتبطة بالماء، كشف ذات المسؤول بأنه تم عقد شراكة بين القطاعين العام والخاص في مشروع الكردان الذي تم بموجبه رصد 45 مليون متر مكعب سنويا من المياه السطحية انطلاقا من سد أولوز لتغطية العجز المسجل على مستوى الموارد المائية الجوفية لري 10 آلاف هكتارا، مع إنجاز مأخذ للماء على سد أولوز وقناة رئيسية ومنشآت مائية على طول 90 كلم.
ويهدف هذا المشروع إلى الحد من استنزاف الموارد المائية الجوفية عبر اقتصاد حوالي 76 مليون متر مكعب سنويا، والتخفيض من تكاليف الضخ بحوالي 50 في المائة، إضافة إلى تعميم نظم الري الموضعي على مساحة 10 آلاف هكتار، وهو ما سيمكن من الزيادة في إنتاج الحوامض بحوالي 22 في المائة سنويا، مع الزيادة في حجم صادرات الحوامض بنسبة 35 في المائة سنويا.
وحول مشروع الشراكة بين القطاعين العام والخاص لري منطقة اشتوكة عبر تحلية مياه البحر، أفاد نور الدين كسى في عرضه المقدم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للماء بمقر ولاية جهة سوس ماسة، بأن المساحة المكتتبة تقدر ب16.650 هكتارا، فيما تبلغ المساحة المرتبطة 13.120 هكتارا، بينما حددت المساحة المسقية في 10.000 هكتار.
هذا، وتهم المراحل القادمة من المشروع تنزيل مرسوم المحافظة وتمديد سعة المحطة ورفع المساحة المسقية، إضافة إلى تتبع مؤشرات الجودة لخدمة الري وتطوير مشاريع مماثلة بجهة سوس ماسة.
وسجل ذات المتحدث أن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي يشتغل أيضا على برنامج مرونة واستدامة الري بهدف تعزيز الحكامة في مجال السقي وتحسين جودة خدمات السقي وتحسين الولوج إلى الخدمات الاستشارية الزراعية، إضافة إلى برنامج السقي الصغير والمتوسط، بهدف تحسين دخل المستفيدين وترشيد استخدام مياه الري، وتحسين نظام الإنتاج، فيما يهدف مشروع دعم التنمية الشاملة والمستدامة في المناطق الزراعية والقروية إلى تحسين الظروف المعيشية للسكان في هذه المناطق والمساهمة في إنشاء طبقة فلاحية متوسطة.
وموازاة مع ذلك، اتخذ المكتب، حسب المسؤول نفسه، جملة من الإجراءات لإنقاذ منطقة اشتوكة، التي تعد قطب الفلاحة بالجهة وكذا على الصعيد الوطني، حيث تم الإعلان عن حالة الخصاص في الماء وإجراء إحصاء شامل لجميع نقط الماء، مع تسوية وضعية نقط جلب الماء وتجهيز جميع الآبار بالعدادات.
وإلى جانب ذلك، يعمل المكتب على دعم الجمعيات في التحويل الجماعي للسقي بالتنقيط والطاقة الشمسية، وهو ما استفادت منه 22 جمعية، ومكن من سقي 3000 هكتارا، بتكلفة 43 مليون ذرهم، ما بين سنتي 2015 و 2023، فيما استفادت أربع جمعيات من الطاقة الشمسية على مساحة 800 هكتار، بتكلفة 3.25 مليون درهم.
وعن الآفاق المستقبلية للمكتب، أورد نور الدين كسى، بأنه يطمح إلى توسعة المحطة الحالية لاشتوكة من 275.000 م3 إلى 400.000 م3 موزعة بالتساوي بين احتياجات مياه الشرب والري، وذلك في أفق سنة 2026، بتكلفة تقدر بمليار درهم، مشيرا إلى أن هذا المشروع لا يزال في طور المفاوضات المالية مع الشريك.
يذكر أن جهة سوس ماسة تتوفر على مساحة صالحة للزراعة تقدر بـ 244.500 هكتارا أي ٪ 54 من مثيلتها بالجهة، فيما تبلغ المساحة المسقية 157.000 هكتار، منها 37.170 هكتار من أحواض السقي الكبير، و40.865 هكتار أحواض السقي الصغير والمتوسط.
وفي سياق متصل، تحتل جهة سوس ماسة الريادة وطنيا في إنتاج وتصدير البواكر والحوامض، حيث بلغت نسبة إنتاج الخضروات بين سنتي 2022 و 2023، 1.941.000 طن، بينما بلغت الصادرات خلال شهر غشت المنصرم 1.390.000.
وبخصوص الحوامض، فقد قدرت نسبة إنتاجها خلال 2022-2023 بحوالي 402.000 طن، بينما بلغت نسبة الصادرات في غشت الماضي 317.719 طن.