agadir24 – أكادير24/وكالات
أعلنت شركة مايكروسوفت، رسميًا، عن إغلاق تطبيق “سكايب” بعد مسار امتد لأزيد من عقدين، شكّل خلالها أحد أعمدة التواصل الرقمي عبر الإنترنت، خاصة في زمن ما قبل هيمنة فيسبوك وتطبيقات الهواتف الذكية.
ويُعد سكايب، الذي انطلق سنة 2003 على يد المطورَين نيكلاس زينستروم ويانوس فريس، من بين أولى المنصات التي أتاحت إجراء مكالمات صوتية ومرئية بجودة عالية عبر بروتوكول P2P، متفوقًا آنذاك على خدمات مثل Yahoo Messenger وMSN Messenger، ما جعله الخيار الأول للمغتربين والعائلات والمهنيين على حد سواء.
وخلال سنوات قليلة، استطاع سكايب أن يحقق انتشارًا عالميًا، متجاوزًا 100 مليون مستخدم بحلول 2009، وهو ما دفع شركة eBay إلى الاستحواذ عليه، قبل أن تبيعه لاحقًا لمايكروسوفت مقابل 8.5 مليار دولار سنة 2011، في واحدة من أكبر صفقات القطاع آنذاك. وفي عام 2015، بلغ عدد مستخدميه النشطين شهريًا أكثر من 300 مليون مستخدم.
لكن رغم بدايته القوية، بدأت مؤشرات التراجع تلوح في الأفق، خصوصًا مع تسارع تطور تطبيقات الهواتف الذكية وصعود منصات جديدة أكثر سلاسة مثل Zoom وWhatsApp وGoogle Meet. وقد واجه سكايب انتقادات بسبب ضعف التحديثات وتراجع الأداء، فيما ركّزت مايكروسوفت على تطوير Microsoft Teams، ما زاد من تهميشه.
حتى جائحة كورونا، التي كانت فرصة نادرة لإعادة إحياء سكايب، لم تكن كافية لاستعادته لمكانته، إذ تفوق عليه Zoom بفضل بساطته وسرعة استخدامه، ما أدى إلى نزيف مستمر في قاعدة المستخدمين.
وداعًا لثلاثي الذكريات: سكايب، ياهو، MSN
يُغلق سكايب أبوابه اليوم، بعد أن سبقه كل من Yahoo Messenger، الذي توقف في 2018، وMSN Messenger، الذي تم دمجه مع سكايب سنة 2013، لينتهي رسميًا في 2025. هكذا تطوى صفحة كاملة من الذاكرة الرقمية، ارتبطت بجيل عايش بدايات الإنترنت في المنازل والمقاهي والمدارس.
ورغم ظهور بدائل أكثر تطورًا، لا يزال كثير من المستخدمين يشعرون بالحنين لتلك المرحلة. كانت الخدمات بسيطة، لكن التواصل وقتها كان أكثر عاطفية ودفئًا، حين كانت محادثة منتصف الليل عبر سكايب أو “نينج” من صديق على MSN، تعني الكثير.
بدائل الحاضر: Zoom وIMO في الصدارة
اليوم، تتصدر مشهد الاتصال الرقمي منصات مثل Zoom، الذي انطلق عام 2011، وحقق انتشارًا هائلًا خلال الجائحة، بفضل سهولة الاستخدام وعدم الحاجة لحساب. أما تطبيق IMO، فاختار التركيز على فئات تبحث عن أداء خفيف وسريع في بيئات الإنترنت الضعيفة، مما جعله خيارًا شائعًا في عدة دول. ومع نهاية سكايب، تتغير خريطة أدوات التواصل، لكن تبقى الذاكرة الرقمية حية، شاهدة على فترة اتسمت بالبساطة، والدهشة، والمشاعر الصادقة في عالم افتراضي كان لا يزال يتلمّس أولى خطواته.
التعاليق (0)