أعرب مجموعة من المواطنين عن مخاوفهم من تسجيل مضاعفات صحية في المناطق المتضررة من زلزال الحوز بسبب التوزيع العشوائي للأدوية خلال الهبة التطوعية التي شارك فيها مجموعة من المتطوعين وكذا فعاليات المجتمع المدني.
وكانت العديد من قوافل الدعم والمساندة قد انطلقت صوب الدواوير المتضررة من الزلزال الذي خلف حوالي 3000 قتيلا وعددا كبير من الجرحى، محملة بمختلف الاحتياجات الأساسية من مواد غذائية وأفرشة وبطانيات وملابس، فضلا عن أدوية مختلفة.
ونقلت العديد من الصور والتسجيلات على مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل توزيع هذه المساعدات على المتضررين، ومن بينها أدوية وزعت بشكل غير قانوني على المتضررين، في ظل غياب المختصين، وعلى رأسهم الصيادلة.
وكان من بين الأدوية التي تم توزيعها أنواع موجهة لتخفيف الآلام والإصابات التي تسبب فيها الزلزال، وأخرى توصف لعلاج السكري والضغط الدموي وغيرها من الأمراض المزمنة، وذلك بعد نشر نداءات بفقدان المتضررين أدويتهم في المنازل المنهارة، وهو ما جعل الكثير من المتطوعين يقومون باقتنائها من أجل توفيرها لمن هم في حاجة إليها.
هذا، وأكدت عدد من التسجيلات التي تم تداولها تسلم بعض الأشخاص أدوية بشكل عشوائي، تتكون من “البنيسلين” أو “البارسيتامول” وغيرهما من المكونات التي يمكن أن تتسبب في أزمات للمرضى، وهو الأمر الذي تم التعامل معه بكثير من التساهل بسبب الظرفية العصيبة التي أعقبت الزلزال.
في هذا السياق، أكد بعض المواطنين المضطلعين بالمجال الصحي أن عملية توزيع الأدوية التي تمت بكل عفوية يمكن أن تنطوي على مخاطر كثيرة، خاصة حين يتعلق الأمر بأدوية يتطلب نقلها احترام سلسلة التبريد، وأخرى يمكن أن يؤدي تسليمها لشخص يعاني من عارض صحي إلى إصابته بمضاعفات أخرى أشد خطورة.
وحذر هؤلاء من تحول المساعدة الإنسانية إلى أزمة مفتوحة على كل التداعيات، خاصة وأن موزعي الأدوية المذكورة لا صلة لهم بالقطاع الصحي ولا يتوفرون على تكوين صيدلي، مشيرين إلى أن العديد ممن انخرطوا في هذه العمليات يجهلون القانون المؤطر لتداول الأدوية ولا علم لهم بتفاصيله.
وأمام هذا الوضع، طالب هؤلاء المواطنين الجهات التي تقدم مساعدات تحتوي على الأدوية بالتواصل مع الجهات المختصة، وأساسا الصيادلة، ومنحهم هذه الأدوية، أو تقديمها لجمعيات الأطباء والممرضين وتقنيي الصحة الذي يقومون بحملات تطوعية وينظمون قوافل طبية إلى المناطق المتضررة.
وشدد هؤلاء على أن الأطباء والمختصين هم الطرف الوحيد الذي يمكنه توفير الدواء المناسب للمرضى بناء على تشخيص فعلي لحالتهم الصحية، وهو ما يضمن عدم إصابتهم بأي مضاعفات غير مرغوب فيها.