عندما نشر أمس الصديق يوسف الحيرش أسماء الشركات التي أرسلت مبعوثيها (مدرائها) إلى تل أبيب من أجل تعزيز العلاقات الإقتصادية والتجارية فضلا عن توقيع شراكات مع الفاعلين هناك، وذلك خلال شهر دجنبر 2021، عبر بعثة خاصة تحت رعاية CGEM الإتحاد العام لمقاولات المغرب..قمت بالاتصال ببعض الاصدقاء في أكادير، لهم علاقة بعالم المال والأعمال، ومن باب الفضول أمددتهم بأسماء الشركات قصد معرفة الشركات السوسية التي سافرت الى تل أبيب.وهل لشركات سوس نصيب من كعكة التطبيع، وموقع النخب الاقتصادية السوسية الجديدة في ملف التطبيع الاقتصادي مع الكيان العنصري.
المفأجأة هو وجود شركتين كبيرتين في سوس وملاكها “فواسة”، ولا وجود لشركات كبيرة معروفة للنخب المالية والاقتصادية السوسية التقليدية والجديدة..
هنا تذكرت واقعة طريفة، حدثت مباشرة بعد توقيع الدولة المغربية اتفاقية التطبيع مع إسرائيل ، حيث لم تترد آنذاك جمعيات وحتى مؤسسات تعليمية أن تسابق الزمن الرسمي نفسه في تنزيل أنشطة وملتقيات حول اليهود والمكون اليهود والتسامح في تظاهرات بغطاء ثقافي وأكاديمي وهي أقرب الى الكيتش وملهاة سمجة ووجبات سريعة على موائد التطبيع ، الى درجة شعرنا هنا في سوس أن “جوقة الاكتشاف المفاجئ للمكون اليهودي ” يسير بسرعة أكبر من سرعة الدولة نفسها في مسلسل التطبيع ، بل أسر لي صديق اعلامي بأكادير أن الدولة نفسها ترددت أو تراجعت عن دعم بعض هذه التظاهرات ، لسببين آنذاك..أولا أنه “بسال بزاف” ، وأن ايقاع التطبيع وحساسيته تريد الدولة أن تضبطه بايقاعها وجدول أعمالها وليس بايقاع تجار المهرجانات وخفة وجبات سناكات الملتقيات ..
الطريف في هذه الوقائع، وفي خضم ضجيج جوقة اكتشاف المكون اليهودي بسوس بعد التطبيع الرسمي والعلني.. ما دار بيني وبين استاذ جامعي ومن أوائل الاسماء الأكاديمية الرصينة التي اشتغلت على ثيمة اليهود بسوس قبل الزمن الرسمي للدولة و التطبيع، حيث قلت له أنه في الوقت الذي سينغمس أهل سوس في نوازل حول الثقافة اليهودية بسوس في مهرجانات وندوات، وعبر البحث عن قبر يهودي هنا و ملاح منسي هناك وحلي بنقوش عبرية واستيهامات تاريخية عن اليهود والتعايش المزعوم..أتوقع أن تكون النخب المالية الفاسية المالية منغمسة في توقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية مع اسرائيل، بل قد تجدهم في هذه الاثناء في اسرائيل..وستعود هذه النخب الفاسية مسنودة بالثروة والسلطة والشيكل لتعزز حضورها الاقتصادي في البلاد وهذه المرة من بوابة التطبيع، كل هذا في صمت وبدون ضجيج وبدون حاجة إلى ثقافة او خطاب هواياتي او فذلكات أكاديمية…النخب المالية الفاسية ستقوي حضورها المالي والسياسي الأخطبوطي برهانات الافتراس الاقتصادي والاستراتيجي ، وما دون ذلك مجرد تفاصيل صغيرة ننشغل بها هنا في سوس، وفي متن كبير عنوانه من سيملك الثروة والسلطة، ومن له القدرة على امتلاك مفاتيحهما من فرنسا وايكس ليبان أمس، الى من سيمتلكها اليوم بإسرائيل والتطبيع ….
وكذلك كان ، وهذا ماسيكون بعد أن تسربت لائحة الشركات المطبعة مع اسرائيل في كتاب “التطبيع بين عمل أهل فاس ونوازل أيت سوس” !