استطاعت، فاطمة، سيدة مغربية أن توقع بعصابة مافيا إيطالية، بعد تعاونها مع الشرطة، فكانت النتيجة تحول حياتها إلى جحيم حيث تطاردها عناصر المافيا إلى الآن، فيما تخلى عنها الأمن والقضاء الإيطالي، لتصبح قصة تتناولتها منذ مطلع الشهر الجاري برنامج شهير يُعرض على التليفزيون الإيطالي.
وبدأت مأساة فاطمة، كما رواها تقرير أعدته صحفية إيطالية ذات أصول مغربية، وأذاعه برنامج “ستريشيا لانوتيتسيا”، عندما ذهبت إلى مقر الشرطة الإيطالية، لتُبلغ عن ابنها بعد أن عرفت بتجارته في المخدرات، إلا أن رجال الأمن طلبوا منها أن تقدم تعاوناً أكبر، لاكتشاف العصابة التي يعمل ابنها لديها.
وبالفعل استجابت فاطمة، وتعاونت مع الشرطة الإيطالية، وقامت بزرع ميكروفونات صغيرة قامت الشرطة بتزويدها بها، في الأماكن التي يتواجد فيها ابنها، حتى نجحت في الإيقاع بالعصابة كاملة وكشف نشاطها الإجرامي وتجارتها في المخدرات، والقبض على أعضائها البالغ عددهم 80 شخص.
إلا أنه بعد اكتشاف دورها في العملية، قام أشخاص على علاقة بالعصابة بتتبعها ومطاردتها، وتهديدها بالقتل والحرق، وسرقة سيارتها، واضطرت إلى تغيير سكنها عدة مرات هرباً منهم، حتى تحولت حياتها إلى جحيم.
وما زاد المأساة ألماً، تخلي الشرطة والقضاء عنها، فالحماية التي وفرها القضاء لها كشاهدة في قضية كبرى تم إلغاؤها، كما قامت العصابة بتهديد أصحاب كل عمل تعمل فيه، حتى أصبحت بلا عمل، ولم يجرؤ أحد على توظيفها ثانيةً، ففقدت رخصة إقامتها، حتى أصبحت مقيمة بشكل غير قانوني، ومُعرضة للاعتقال والترحيل في أي وقت.
وناشد مقدمو البرنامج السلطات والمسئولين الإيطاليين بالوقوف إلى جانب السيدة الشجاعة التي تدفع ثمن شجاعتها غالياً.
إبراهيم أولعربي
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.