كشفت الجمعية المغربية للصحة العمومية والبيئية أن داء السعار لا يزال يحصد أرواح المزيد من الضحايا في المغرب، بشكل وصفته بـ”المقلق”، وقالت أنه يطرح أكثر من علامة استفهام.
وحذرت ذات الجمعية من أن هذا الداء يواصل انتشاره في المغرب مخلفا العديد من الإصابات والضحايا بالرغم من كل الجهود التي يتم بذلها من طرف السلطات العمومية المختصة، وذلك على خلاف العديد من دول العالم التي حققت نتائج متقدمة وملحوظة في الحد منه والقضاء عليه.
ونبّهت الجمعية الصحية، التي تضم في عضويتها فاعلين وخبراء في مجال الصحة، إلى أن ما يزيد من حدة هذه الإشكالية واستفحالها بمرور السنوات هو انتشار الكلاب الضالة التي تعتبر خزانا رئيسيا للمرض وناقلا له، خاصة وأن أغلبها لا يستفيد من أي لقاح ضد المرض، بشكل يحد من انتشار الداء ويحول دون تفشي العدوى وإصابة المزيد من الضحايا، صغارا وكبارا، نساء ورجالا.
وشددت ذات الهيأة على أن الكلاب الضالة المنتشرة في المدن وفي البوادي بدون أي تلقيح تشكل خطرا كبيرا ومتواصلا على المواطنين، علما بأن اللقاحات التي يمكنها حماية الإنسان من السعار كما هو الشأن بالنسبة للحيوان متوفرة ومتاحة.
وخلصت الجمعية إلى أن معالجة هذه المشكلة والحد منها يتطلب انخراطا واسعا وإشراكا كاملا لكل الفاعلين في إطار استراتيجية واضحة وموحدة تهدف إلى تسريع التدخلات التي من شأنها المساهمة في القضاء على داء السعار وحماية الأشخاص من مخاطر المرض القاتل الذي ينتقل بشكل أكبر جراء الاعتداءات التي يتعرض لها المواطنون من طرف الكلاب الضالة المصابة.
ويأتي هذا في الوقت الذي ارتفعت فيه مؤخرا أصوات العديد من المواطنين المغاربة والفاعلين المدنيين للمطالبة بتخليص مجموعة كبيرة من الأحياء بمدن مغربية مختلفة من احتلال الكلاب الضالة، بشكل أصبح يثير تخوفات الجميع، خاصة في ظل ارتفاع حوادث الاعتداءات وتكررها.
ومن بين الحوادث المأساوية المسجلة، الحادث الذي وقع شهر غشت الفارط، بعد أن تعرضت طفلة رفقة شقيقها المصاب بالتوحد في وزان لاعتداء كلب مسعور، تطلب نقلهما على وجه الاستعجال إلى المستشفى الإقليمي أبو القاسم الزهراوي من أجل تلقي العلاج.
وينضاف هذا الحادث إلى حوادث أخرى مماثلة ومتعددة، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، ما شهدته مدينة أيت ملول هي الأخرى بعد تسجيل حالات اعتداءات متعددة لكلب مسعور هاجم مجموعة من المواطنين قبل حوالي شهر، الأمر الذي تطلب نقل المصابين إلى المستعجلات من أجل تلقي العلاج مخافة التعرض لمضاعفات صحية وخيمة قد تؤدي إلى ما لايحمد عقباه.