الجريدة الإلكترونية الأولى في الجنوب

تارودانت : ساكنة مجموعة من الدواوير تشكو هجمات الرعاة الرحل، وسط مطالب بصون حقوق المتضررين

اشتكت ساكنة مجموعة من الدواوير الواقعة بجماعتي “سيدي بوعل” و”أضار”، التابعتين إداريا لدائرة “إيغرم” بإقليم تارودانت، من الهجمات المتواصلة للرعاة الرحل على ممتلكاتها، الأمر الذي ألحق أضرارا كبيرة بمحاصيلها الزراعية ومنتجاتها الفلاحية التي تعتبر مصدر عيش للساكنة.

في هذا السياق، كشف متضررون أن قطعانا من الإبل والأغنام والماعز اقتحمت مجموعة من الحقول الواقعة بـ11 دوارا بالجماعتين المذكورتين، وهو ما أثار غضب ساكنتها التي احتجت على الوضع وطالبت بخروج الرعاة من هذه الدواوير.

وأكد المتضررون أن المنطقة، ومنذ ما يقرب من أسبوعين، تعيش على وقع إنزال كبير لقطعان الرعاة الرحل الذين استباحوا ممتلكات السكان المحليين، رغم أن المنطقة لا تندرج ضمن مناطق الرعي، ذلك أن الأملاك الموجودة بها تعود إلى الملك الخاص للساكنة.

وأبرز هؤلاء أن العديد من أشجار اللوز والخروب تعرضت للتخريب جراء ذلك، لافتين إلى أن الرعاة يعمدون إلى اقتحام المجالات الفلاحية الخاصة ويستغلون بشكل عشوائي وقسري الآبار و”المطفيات”، والتي تعرف بالأساس انخفاضا في الموارد المائية جراء توالي موجات الجفاف.

وشدد هؤلاء على أن هذه السلوكات تهدد السلم الاجتماعي وتشجع السكان على الهجرة في اتجاه المناطق الأكثر أمنا، خاصة في ظل لجوء الرعاة أحيانا إلى العنف والترهيب كلما لاقوا اعتراضا من الساكنة التي تتحاشى المواجهة المباشرة معهم.

وتفاعلا مع هذا الموضوع، اتفقت العديد من الجمعيات المحلية بالدواوير المعنية على توجيه مراسلة مشتركة إلى السلطات الإقليمية في شخص عامل إقليم تارودانت، لوقف زحف قطعان الرعاة الرحل على المنطقة ودرء الاحتقان الذي يمكن أن ينتج عن هذا الوضع.

وصرح ممثلون عن هذه الهيئات بأن الرعاة الرحل يكبدون السكان والدولة تكلفة باهظة جراء ممارساتهم غير القانونية، ذلك أن وزارة الفلاحة تعقد شراكات مع بعض الجمعيات والتعاونيات لدعم الأنشطة الفلاحية وتثمين اللوز والخروب والزيتون بالمنطقة، فيما يقوم الرعاة الرحل بتخريب هذه المشاريع التي صرفت عليها أموال باهظة، وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على التنمية المحلية.

وخلص ذات الفاعلين إلى أن المشكل المتعلق بالرعاة الرحل عمر طويلا ويحتاج إلى تدخل عاجل للحد من تأثيراته الاجتماعية والاقتصادية وكذا النفسية على الساكنة، مشددين على وجوب تدخل السلطات المحلية لإبعاد الرعاة عن أراضي المتضررين وحماية حقهم في التصرف في ممتلكاتهم.

ومن جهتها، تتشبث ساكنة جماعتي “سيدي بوعل” و”أضار” بمطلبها القاضي بتدخل السلطات المختصة من أجل إبعاد الرعاة الرحل عن المنطقة وصيانة حقوق السكان المحليين الذين تشكل الأرض وما تجود به من خيرات مصدر رزقهم الوحيد.

التعليقات مغلقة.