بنكيران يثير الجدل من أكادير: “لا قرايا لا والو”.. الزواج أولى لبنات اليوم

بنكيران يثير الجدل من أكادير: “لا قرايا لا والو”.. الزواج أولى لبنات اليوم سياسية

agadir24 – أكادير24

مصطفى رضى

في تصريح أثار الكثير من النقاش والجدل، قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، خلال كلمة ألقاها يوم السبت 5 يوليوز 2025 في لقاء حزبي بأكادير: “من هاد المنبر كنقول للبنات سيرو تزوجو راه ما غادي تنفعكم لا قرايا لا والو”.

هذا التصريح جاء في سياق انتقاد ما وصفه بنكيران بالحملات التي تسعى إلى إبعاد الفتاة المغربية عن مؤسسة الزواج، وتشجيعها على تأجيله إلى ما بعد تحقيق الاستقلال المالي والوظيفي.

تصريحات بنكيران خلّفت ردود فعل متباينة، بين من اعتبرها دعوة صريحة وصادقة للحفاظ على تماسك الأسرة المغربية، ومن رأى فيها اختزالًا لدور المرأة في مؤسسة الزواج فقط.

فئات واسعة من المجتمع، خاصة من الأوساط الشعبية ذات التوجه المحافظ، رأت في كلام بنكيران تعبيرًا صريحًا عن واقع معاش، واعتبرت أنه وضع الأصبع على الجرح، في ظل ما تشهده الساحة من حملات تغري الفتيات بالتحرر من الالتزامات الأسرية، وتدفعهن إلى تأجيل الزواج أو الاستغناء عنه كليًا.

في المقابل، هناك من رأى أن هذه الدعوات للتمكين الاقتصادي والتعليمي للمرأة تُوظَّف أحيانًا بشكل مغلوط، بهدف تفكيك بنية الأسرة، أو دفع الفتيات لتجاوز سن الزواج، ليُصبحن في نظر البعض فريسة سهلة أو مجرد أدوات في سوق العلاقات غير المستقرة.

عدد من المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي لم يخفوا قلقهم من ما وصفوه بـ”المشروع الممنهج” الذي يُراد من خلاله ترويج نماذج دخيلة على المجتمع المغربي المحافظ، وتحويل المرأة إلى مجرد رقم في معادلات اقتصادية واجتماعية لا تنتمي للبيئة المحلية.

تصريحات بنكيران تزامنت أيضًا مع النقاش الدائر حول التعديلات المرتقبة على مدونة الأسرة، والتي يعتبرها معارضوها بعيدة عن التقاليد المغربية وغير متوافقة مع المرجعية الإسلامية للمجتمع.

ويرى هؤلاء أن هذه التعديلات قد تُساهم في مزيد من العزوف عن الزواج وتعميق الفجوة بين الجنسين في فهم الأدوار الاجتماعية.

ورغم هذا الجدل، فإن العديد من المتتبعين دعوا إلى اعتماد مقاربة متوازنة لا تتنكر لقيمة التعليم والعمل بالنسبة للمرأة، ولا تُقصي في الوقت نفسه أهمية مؤسسة الزواج ودورها في بناء مجتمع مستقر.

فالتعليم ليس نقيضًا للزواج، بل قد يكون عنصرًا معززًا له إذا ما تم توجيهه في إطار القيم المجتمعية الأصيلة.

تصريح بنكيران أعاد فتح نقاش قديم حول موقع المرأة المغربية بين قيم الأصالة وتحديات الحداثة، نقاش لا يبدو أنه سيُغلق قريبًا، في ظل تسارع التحولات الاجتماعية والثقافية، وتباين الرؤى حول المستقبل الذي يُراد للفتاة المغربية أن تعيشه.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً